في خطبة الجمعة.. عالم أزهري يعدد مواقف شرف الحيوان في القرآن: عظة وعبرة للإنسان
04:41 م
الجمعة 27 سبتمبر 2024
كـتب- علي شبل:
كشف خطيب جامع طنطا الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، عن مواقف ذكر فيها الحيوان في القرآن الكريم بمثابة عظة وعبرة للإنسان.
ويقول العشماوي إنه مما أجراه الله على قلبي ولساني، اليوم، في خطبة الجمعة؛ أن القرآن الكريم شرَّف الحيوان، في أربعة أحوال، هي في الأصل من أحوال العقلاء!
وعدد العشماوي تلك الأحوال الأربعة، في رسالة لمصراوي، قائلًا:
الأول: حال التعليم: غراب ابن آدم، قال تعالى: “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي”.
ويدعو خطيب جامع طنطا وأستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر إلى النظر في كيف أقام الغراب – وهو الحيوان الأعجم غير العاقل – مقام المعلم، لمن شأنه العقل والتعليم – وهو الآدمي – واعتراف الآدمي بعجزه عن بلوغ رتبة الحيوان في ذلك، مؤكدا أن في هذا تنبيها على فضل التعليم، وأنه يرتفع بقيمة الحيوان، فكيف بالإنسان؟!
الثاني: حال التعلم: كلب الصيد، قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ”.
وأضاف: فانظر كيف ارتفعت رتبة كلب الصيد المُعَلَّم عن غيره من أنواع الكلاب غير المُعَلَّمة، حتى أحلَّ الله ما يصيده، وحرَّم ما يصيده غيره من أنواع الكلاب، وفي هذا تنبيه على فضل التعلُّم، وأنه يرتفع بقيمة الحيوان، فكيف بالإنسان؟!
الثالث: حال الدعوة الى الله: هدهد سليمان، قال تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)”.
وتابع العشماوي: انظر كيف ارتفعت رتبة الهدهد – وهو الحيوان الأعجم – بدعوته إلى الله تعالى، في إحدى جولاته، حين رأى أقواما يسجدون لغير الله، فأنكر بفطرته ذلك، وتعجب من سجودهم لغير الله وهو خالقهم ومربيهم بوجوه النعم، ثم حمله مسؤولية الدعوة، بدلالته نبي الله سليمان عليهم؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، ثم قيامه بحمل رسالته إليهم، لتكتمل المهمة الدعوية!
فهل رأيت أحدا يحمل همَّ الدعوة إلى الله تعالى بهذه الصورة الهدهدية النشطة اليقظة، حتى إنه لا يقر له قرار؛ إلا أن يرى الناس عِبادا لله وحده، ويتركوا ما سواه من الآلهة الباطلة التي هي مخلوقة مربوبة لله وحده؟!
فيا ليت الدعاة يقتدون بهدهد سليمان، كما اقتدى ابن آدم الأول بالغراب!
الرابع: حال الصحبة: كلب أهل الكهف، قال تعالى: “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ”، وقال تعالى: “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ”.
ودعا العشماوي إلى النظر في كيف خَلَّد الله ذكر كلب أهل الكهف في القرآن، بصحبته للصالحين، حتى ذكره الله في جملة العدد، رابعا وسادسا وثامنا، بحسب اختلاف الأقوال في عدتهم، كما حكاه القرآن الكريم، فأجرى الله ألسنة الناس بذكره معهم، فكما كان معهم في حياتهم، اقترن ذكره بذكرهم بعد وفاتهم، وفي الحديث الصحيح: “يُحشر المرء مع من أحب” و “من أحب قوما حُشر معهم”!
وهكذا – يختم العشماوي- صحبة الصالحين ترتفع بصاحبها من رتبة الكلاب؛ إلى رتبة الأصحاب والأحباب، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب!
ورحم الله القائل:
قيل: تَشْقَى بِحُبِّ آلِ النبيِّ!
قلتُ: هذا كلامُ غاوٍ غَبِيِّ!
فازَ كلبٌ بِحُبِّ أصحابِ كَهْفٍ
كيف أَشْقَى بِحُبِّ آلِ النبيِّ؟!
وقال شيخنا الخطيب – رضي الله عنه – في هذا المعنى:
مَنْ عاشَرَ الأشرافَ صارَ مُشَرَّفًا
ومُعَاشِرُ الأنذالِ غيرُ مُشَرَّفِ!
أوَ ما تَرَى الجِلْدَ الوضيعَ مُقَبَّلًا
بالثَّغْرِ لَمَّا صارَ جِلْدَ (المُصْحَفِ)!
اقرأ أيضًا:
منها قراءة آيات السكينة.. 5 نصائح لعلاج الاكتئاب ينصح بها رمضان عبدالرازق
هل يجب قضاء الصلوات الفائتة وكيف نقضيها؟.. وأمين الفتوى يقدم نصيحة عملية
بالفيديو| أمين الفتوى يوضح حكم صلة الرحم لأهل الزوج