03:27 م
الجمعة 20 ديسمبر 2024
كـتب- علي شبل:
جعل الشرع الشريف العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة من الحقوق المشتركة بين الزوجين، ولا يمكن لأحدهما الانفراد به بل هو بالتوافق بينهما؛ قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]، فالآية الكريمة تَعمُّ جميع الحقوق الزوجية، ومنها هذه العلاقة الخاصة التي يُقْصَد بها الإعفاف وإشباع الرغبة.
وقوله تعالى {بِالْمَعْرُوفِ﴾ يعني أن هناك ضوابط وأحكاما شرعية تضبط تلك العلاقة.. وفي التقرير التالي، يرصد مصراوي أبرز الأحكام والضوابط التي تنظم تلك العلاقة الخاصة وذلك وفق رأي لجان الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء والأزهر الشريف:
أولا- سنة نبوية قبل الجماع
يُسن للزوج إذا أراد أن يجامع زوجته أن يدعو بالدعاء الآتي:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله: بسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا . فإن قدر بينهما في ذلم أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا)، صحيح البخاري، كتاب النكاح.
ثانيا- غير المباح في العلاقة الحميمة بين الزوجين
أكد أهل الفقه أن الاستمتاع بالزوجة من وطء ومقدماته جائزٌ شرعًا إذا لم تكن هناك موانع شرعية، وهذه الموانع يكون الوطء فيها حرامًا شرعًا، ويمكن توضيحها في عدة نقاط:
1. الإتيان في الفرج في زمن الحيض والنفاس
2. الجماع وقت الإحرام وصيام الفرض
3. الجماع في الدبر
4. الاستمتاع وقت الحيض والنفاس فيما بين السرة والركبة بغير حائل
5. تناول النجاسات والمستقذرات
6. استمناء الزوجة بيدها أو الزوج بيده، ويجوز استمناء كل منهما بيد الآخر
وأكدت لجان الفتوى الرئيسة أنه إذا اجتنبت هذه الأمور الستة السابقة فلا حرج في الاستمتاع بين الزوجين على أي صفة كان هذا الاستمتاع.
ثالثا- أربعة أوقات يحرم فيها الجماع شرعًا
حدد القرآن الكريم 4 أوقات يحرم فيها شرعًا الجماع بين الرجل وزوجته، وأكد الفقهاء أنه فيما عدا تلك الأوقات فإنه جائز ومشروع التقاء الزوجين في أي وقت، وهذه الأوقات هي:
1: هو وقت نهار رمضان منذ طلوع الفجر الصادق حتى وقت أذان المغرب، لقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ) البقرة: آية 187
والرفث: هو الجماع ومقدماته.
2: عند الاعتكاف لقوله تعالى {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} سورة البقرة: آية 187.
3: هو وقت الحيض عند المرأة، لقوله تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة: آية 222.
4: وقت الإحرام بالحج أو العمرة، لقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ) البقرة: آية 197.
رابعا- بعض الأماكن يحرم فيها أداء العلاقة الزوجية:
1- المساجد
لا يجوز أن تحدث علاقة حميمة بين الزوجين في المسجد لقوله تعالى: “ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد”، والمساجد هي أماكن لعبادة الله ينبغي أن تنزه عن مثل هذه الأشياء.
2- غرفة تجمع زوجتين
لا يجوز للزوج إذا كان متزوجًا أكثر من واحدة أن يجمعهم معًا في نفس الغرفة، فهذا من المحرمات، إذ لا يجوز للمرأة ألا ترى عورة المرأة مهما كانت من هي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك”.
3- العلانية
أما المكان الثالث فهو العلانية، أمام الناس في العراء سواء في الشارع أو في المواصلات أو في الصحراء وأي مكان لا يأمن ألا يراه الناس فيه، ففي ذلك كشف للعورات وربما يطلع الناس عليها، فهذا ينزع من قلب الإنسان الحياء ويجعله لا يشعر بالغيرة على عرضه ولا على زوجته وكذلك الزوجة، ويقول العلماء إن في هذا الأمر تشبها بالحيوانات، كذلك أنه لا يأمن على نفسه التصوير خاصة مع تقدم وسائل التصوير.
اقرأ أيضًا:
صليت في الركعة الأولى بسورة الناس ماذا أقرأ في الثانية؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)
هل رفض الزوجة إقامة حماتها معها نشوز؟.. 3 أمور مهمة يكشف عنها عالم بالأزهر
عمري 70 سنة وعاوزه احفظ القرآن؟.. وباحث شرعي يكشف أسهل طريقة
ما حكم الهبة وشروط الوصية وهل تجوز لغير المسلم؟.. 7 أحكام شرعية مهمة يجب أن تعرفها
كيف تختار الرأي الشرعي عند تعدد الفتاوى؟.. علماء يشرحون قاعدة “استفتِ قلبك”