كيف تتقرب إلي الله بالخبيئة؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

05:05 م
الخميس 07 أغسطس 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك أسماء عائلات في مجتمعاتنا العربية تحمل وراءها قصصاً أخلاقية عميقة، من بينها عائلة تُعرف باسم “الملتم”، موضحاً أن أصل الكلمة “الملثّم”، إلا أن ظاهرة الإبدال – المعروفة في علم اللغة – جعلت العامة تنطقها “الملتم”، مثلما يحدث مع كلمات كـ”ثوم” التي تُنطق “توم”، و”هذا” التي تُختصر إلى “ده”.
وأضاف الجندي خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “dmc”: أن هذا النوع من التغيير اللغوي مألوف في بعض اللهجات، مشيراً إلى أن علماء اللغة يطلقون عليه “الإبدال”، وهو ما يُلاحظ في نطق بعض الحروف مثل الثاء والذال، حين تُبدّل إلى تاء ودال.
وأكد أن قصة هذا الاسم ترتبط بسلوك نبيل لأحد أفراد العائلة، حيث كان الرجل يُعرف بتوزيع الصدقات في الخفاء، وهو ملثّم الوجه، حتى لا يعرف أحد من الناس أنه المتصدق عليهم، قائلاً: “شوف قد إيه السمو الأخلاقي عند بعض الناس الذين لا نعرف عنهم شيئاً.. رجل ملثم، لا يريد شهرة ولا ثناء، بل خالصاً لوجه الله”.
واستشهد الجندي بسيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلاً: “عندما مات سيدنا عمر وبدأوا في تغسيله، وجدوا أن كتفيه مزرقتين، فسألوا غلامه نافع، فقال: إن سيدي كان يحمل الزاد والطعام على كتفيه في ظلمة الليل ويوزعه على الأيتام والمحتاجين، دون أن يدري به أحد، حتى أثّرت الحمولة في جسده الشريف”.
وأوضح الشيخ الجندي أن هذا السلوك يدخل فيما يُعرف في العبادة بـ”الخبيئة”، أي العمل السري الذي لا يعلمه إلا الله، قائلاً: “الخبيئة دي تطفي غضب الرب، وتنجي العبد يوم القيامة، وتستر الذنوب، وتدفع الأذى، وتمنع استحواش النار، وتصرف عنك الزبانية، وتجلب لك رحمة الله”.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وبالحديث القدسي: “عبدي أنفق أنفق عليك”، قائلاً: “ما تشيلش هم، شيل هم غيرك، وربنا يشيل عنك، فالجزاء من جنس العمل، والنية محلها القلب، والله لا يضيع أجر المحسنين”.
اقرأ أيضًا:
هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)
ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب
هل صلاة النوافل على كرسي لها نصف الثواب؟.. امين الفتوى يوضح (فيديو)