ما حكم إخراج جزء من الزكاة مقدَّمًا في أول أيام السنة الهجرية؟.. المفت

04:49 م
الأربعاء 16 يوليه 2025
كتب- علي شبل:
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم إخراج جزء من الزكاة مقدَّمًا في أول أيام السنة الهجرية، وذلك ردا على سؤال تلقته الإفتاء من شخص يقول: يحول الحول على زكاة مالي في شهر رجب، ونحن في بداية السنة الهجرية بعض الفقراء الذين أخرج لهم الزكاة في حاجة ماسّة إلى المال؛ فهل يجوز إخراج جزء مِن الزكاة مُقدَّمًا في أول أيام السَّنَة الهجرية؟
وفي رده، يقول الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية: يجوز إخراج جزء من الزكاة مقدَّمًا في أول أيام السنة الهجرية، ما دام ذلك يُحقِّق مصلحة الفقير والغني.
وأضاف عياد، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، أن ذلك جائز شرعًا مع مراعاة الشروط التي اشترطها الفقهاء لجواز التعجيل، وهي:
أن يكون النصاب موجودًا في ملك المزكي قبل أن يعجل الزكاة، وأن يبقى مالك النصاب أهلًا لوجوب الزكاة إلى آخر الحول وذلك ببقائه حيًّا، وبقاء ماله نصابًا إلى آخر الحول، وأن يكون القابض للزكاة المعجلة مستحقًّا لها عند تمام الحول، كما يراعى أن يتم صرف هذا الجزء المعجل من الزكاة في مصارفها، وأن يقدم من المصارف ذوي الحاجة، وأن يقدم من ذوي الحاجة الأقارب، وأن يكون الجزء الذي سيخرجه مقدمًا يفي باحتياجات الفقير أو بعضها بحيث يصح له أن ينتفع به.
الفرق بين مصارف زكاة المال ومصارف الصدقة
وكان الشرع الحنيف فرّق بين زكاة المال والصدقات من حيث المصارف الشرعية، فعد العلماء مصرف الصدقة أعم من مصرف الزكاة؛ فمصرف الزكاة خاص بالمسلمين فقط دون غيرهم؛ وهذا مأخوذ من نص الحديث: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» الذي أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، كما أنه خاص بمصارف ثمانية مخصوصة نَصَّت عليها سورة التوبة في الآية الستين، وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
وهذا معناه أن الصدقة يمكن أن تكون للمصارف الثمانية المذكورة ولغيرهم، ويمكن أن تكون للمسلمين ولغيرهم؛ فهي لهذا المعنى أعمُّ من الزكاة.
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ
كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟”.. الدكتور أسامة قابيل يجيب
السيد عبد الباري: الدنيا ليست دار النعيم والراحة لكن يجب السعى والعمل فيها