مقالات

ما هي الدولة التي وصف الرسول أهلها بأنهم أرق أفئدة وألين قلوباً وأهل الحكمة؟



12:31 م


الثلاثاء 07 يناير 2025

كتب-محمد قادوس:

أجاب الدكتور محمد العربي، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، على سؤال لمصراوي حول، ما هي الدولة العربية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أرق أفئدة وألين قلوباً ووصفهم بأهل الإيمان والحكمة.

وأكد عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم خص اليمن وأهلها بالثناء في العديد من المواقف، ومن ذلك قوله: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، وأهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوبًا”، مشيرا إلى أن فضل اليمن عظيم وعميم، مستشهدًا بأبعاد متعددة تبرز مكانة اليمن عبر التاريخ.

وأوضح الدكتور العربي أن اسم اليمن يعكس البركة والخير الوفير، حيث اشتهرت بكونها مركزًا لإنتاج المواد التي استخدمت في الطقوس الدينية القديمة، مثل البخور واللبان، وذلك قبل وبعد بناء الكعبة المشرفة. وأضاف أن اليمن تقع يمين الكعبة، ما يُضفي عليها قدسية ومكانة.

وأشار إلى أن اليمن وُصفت بـ”اليمن السعيد”، وهو وصف لم تُمنح لأي أرض أخرى، وذلك لما تتمتع به من وفرة المياه، الخضرة، الطبيعة الخلابة، والأرض الخصبة التي باركها الله، كما اشتهرت اليمن بتعدد حضاراتها التي أسهمت في تاريخ البشرية، وجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصورًا شامخة ومدرجات زراعية على قمم الجبال الشاهقة.

وأكد الدكتور العربي أن اليمن هي الموطن الأول للجنس البشري ونقطة الانطلاق الأولى للهجرات البشرية. فهي أرض العرب الأولى، ومنها خرجت قبائل العرب العاربة كقحطان، والعرب المستعربة كعدنان.

وأوضح أن قبيلة جرهم اليمنية كانت أول من سكن مكة، واحتضنت نبي الله إسماعيل وأمه هاجر، ومن نسلها جاءت قريش التي شاركت في بناء الكعبة المشرفة مع نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل.

وأشار الدكتور العربي إلى أن اليمن حظيت بمكانة خاصة في القرآن الكريم، حيث سُميت سورتان بأسماء مناطق فيها وهما سبأ والأحقاف، كما وصفها الله بأنها “بلدة طيبة ورب غفور”، وهو وصف لم يُطلق على أي أرض أخرى في القرآن، وذُكرت قصص عديدة وقعت على أرضها مثل قصة أصحاب الأخدود، وجنة سبأ، وسيل العرم، وملكة سبأ، والفيل وأبرهة.

وأضاف أن السنة النبوية أكدت فضل اليمن وأهله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لبقعر حوضي أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يسيل”،

كذلك روي عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم قائلاً: “اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا”، كما قال: “ألا إن الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قِبَل اليمن”.

وأوضح الدكتور العربي أن اليمنيين كانوا دائمًا أهل علم وفقه، حيث إنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم التفقه في الدين ولم يطلبوا شيئًا من أمور الدنيا، وهذا يدل على فضلهم العظيم، مضيفا أن النبي قال عنهم: “إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم… هم أهل اليمن”.

وبيّن الدكتور العربي أن اليمن كانت موطنًا للعديد من الحضارات العظيمة، مثل حضارة سبأ وحمير، وكان ملوكها أول من لبس التيجان، ومنهم الملكة بلقيس والملك تُبَّع الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: “لا تسبوا تُبَّعًا فإنه كان قد أسلم”، كما أن الملك الحميري إفريقس بن أبرهة هو الذي سُميت قارة إفريقيا باسمه.

وأشار الدكتور العربي إلى أن أهل اليمن كانوا دائمًا من أبرز جيوش الإسلام، حيث فتحوا الفتوح ووصلوا إلى بلاد فارس والروم، وامتدت فتوحاتهم إلى المغرب الأقصى وجنوب فرنسا.

وختم الدكتور العربي بالقول: “يكفي أهل اليمن شرفًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنهم: “الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والشرعة في اليمن”، كما أن طلبهم الوحيد من النبي كان العلم والفقه، مما يؤكد مكانتهم العظيمة في الإسلام”.

اقرأ ايضًا

أمين الفتوى يوضح حكم مكياج المرأة وعمليات التجميل: جائز بشرط النية الصالحة

هل الأظافر الصناعية والمونيكير تبطل الوضوء؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)

هل ذهب الأم المتوفاة حق لبناتها دون الأبناء؟.. الإفتاء توضح

إذا سها المسبوق في الصلاة قبل أن ينفرد عن الإمام فهل يسجد للسهو؟.. عالم سعودي يوضح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى