01:39 م
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
كـتب- علي شبل:
يعد الوضوء في الشرع من شروط أهم العبادات، وهي الصلاة، وهو استعمال ماءٍ طَهورٍ لأعضاء مخصوصةٍ؛ وهي: الوجه واليدان، والرأس والرِّجْلان؛ وحكمه في الشرع أنه واجب لمن أراد الصلاة والطواف حول الكعبة ونحوهما، لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]، وما رواه الشيخانِ عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُقبَل صلاة أحدكم إذا أحدَث حتى يتوضأ))؛ [متفق عليه].
ولأهمية الوضوء في الشرع يرصد مصراوي أهم الفتاوى والأحكام الشرعية التي تخص الوضوء، بناء على فتاوى جهات الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء والأزهر الشريف:
1- حكم الوضوء عاريا
«هل يجوز الوضوء عاريًا في الحمام دون ستر العورة؟»، سؤال سبق أن تلقاه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال إحدى حلقات البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أجاب عنه مؤكدا أنه “لا يشترط في الوضوء ستر العورة لأنه ليس صلاة، فهو وضوء وطهارة من أجل الصلاة”. مضيفًا: “لا بأس إذا توضأ المسلم بعد الانتهاء من الاستحمام أو اغتساله من الجنابة وهو عارٍ غير مرتدٍ ملابسه، وأنّ الأمر ينطبق كذلك على المرأة”.
2- حكم الوضوء في الحمام
«هل يجوز الوضوء في الحمام أم لا؟»، سؤال تلقاه وأجاب عليه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر فيديو تم نشره على البوابة الرسمية للدار، مؤكدا أنه يجوز الوضوء في الحمام.
وأوضح ممدوح أن النهي عن الوضوء في الخلاء بسبب الوسواس كان منتشرًا قديمًا فقط، لأن الخلاء حينها لم يكن على هيئة الحمامات التي في البيوت الآن»، مضيفا: «الحمامات حاليًا معمولة بسيراميك وأشياء فاخرة وفاخمة وخالية من النجاسات، قديمًا كان أرض ترابية والأرض نجسة، فيخشى أن تسقط المياه على الأرض وترتد على جسمك وثيابك فتوسوس، ولكن حاليًا الحمامات نظيفة لدرجة أنك تحب تصيف فيها».
3- هل يغني الاستحمام عن الوضوء؟
هل الاستحمام يغني عن الوضوء للصلاة؟.. سؤال سبق أن تلقاه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، ليقول في رده إنه في حال اغتسل الشخص ونسى استحضار نية الوضوء، فإنه لا يجوز الصلاة بدون وضوء في هذه الحالة.
وأضاف فضيلة المفتي السابق أنه إذا كان اغتسال تبرد فلا يجوز له الصلاة وعليه أن يتوضأ، مشيرًا إلى أنه إذا كان اغتسالًا لرفع الحدث فيجوز له الصلاة دون وضوء وإن لم ينو، لأن ما رفع كبيرة رفع صغيرة، فلو كان رفعًا للحدث الأكبر ارتفع الحدث الأصغر وإن لم ينوه.
وتابع: وإذا كان الاغتسال للتبرد أو النظافة أو كان نافلة، فينبغي عليه استحضار نية الوضوء، منوهًا بأنه إذا لم يستحضرها فعليه أن يتوضأ.
4- هل يجوز الوضوء من مياه الخزان ولو كان بها صدأ؟
سؤال كان قد تلقاه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ليقول في رده: “طبعا يجوز استخدام هذا الماء في الوضوء.. ممكن تلاقي في بعض الأماكن المواسير الحديد بتصدأ وتلاقي لون المياه نازل بالصدأ.. ده يجوز الوضوء بها”.
وتابع أمين الفتوى، خلال حلقة سابقة من برنامج “فتاوى الناس”، المذاع على فضائية “الناس”: “الفقهاء اتكلموا عن هذا وقالوا لا يؤثر ما يعلق في الماء من مقره وممره، المقر هو الخزان، فمثلا العرب كانوا يستخدمون القدر في تخزين السمن، وكانوا لا يستطيعون إزالته، وكانوا يستخدمونه بعدها في المياه ويتوضأوا به وهذا لا يؤثر نهائيا على الوضوء”.
5- حكم المسح على الشراب للرجال والنساء عند الوضوء
سبق أن بينت لجنة الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء حكم المسح على الشراب للرجال والنساء عند الوضوء، قائلة إن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى جواز المسح على الجورب (الشَّراب) في الحَضَر والسفر للرجال والنساء، شريطة أن يكون مجلدًا يمكن تتابع المشي فيه، وأن يكون ساترًا للقدمين كاملتين؛ أي: يغطي الكعبين، وأن يكون طاهرًا في نفسه، وأن يكون قد لُبِسَ على طهارة. ومن الفقهاء من ذهب إلى جواز المسح على الجورب مطلقًا حتى لو كان خفيفًا؛ ومن القواعد المقررة أنه “لا إنكار في مختلفٍ فيه”، فمن كان في حاجةٍ ولا يجد إلا أن يمسح على الجورب (الشَّرَاب) الخفيف فلا حرج عليه ناويًا تقليد من أجاز من الفقهاء.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يوضح حكم “حرق البضاعة” لسداد الدين: “حلال أول مرة بس”
علي جمعة: فوائد وقروض البنوك حلال و”لو أخدت ألف وهترجعهم ألفين”
أستاذ بالأزهر يكشف عن صحابي جليل أتقن 5 لغات: كان من طراز فريد
هل امتناع الزوجة عن إعطاء الزوج حقه الشرعي يبيح له اغتصابها؟.. علي جمعة يرد