04:49 م
الأربعاء 01 يناير 2025
كـتب- علي شبل:
في غرة شهر رجب، وهو شهرٌ حرامٌ، لأنه من الأشهر الحرم التي يستعظم فيها ربنا سبحانه وتعالى الآثام وإن كانت حراما في سائر السنة إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد، ينصح العلماء وأهل الذكر بأن ينتقل العبد من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب؛ إلى أن يسارع إلى مغفرة من ربنا سبحانه وتعالى وأن يتوب إليه.
وفي شهر رجب مجموعة من الأحكام والآداب، وفق رأي جهات الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء والأزهر الشريف، تبين بعض السنن النبوية الصحيحة، وأخرى شائعة بين الناس، ولكنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا ما يرصده مصراوي في التقرير التالي:
(1) أسماء شهر رجب
رصد العرب والمسلمون قديما عدة أسماء لشهر رجب، ومن هذه الأسماء:
– سُمِّي “رجب الفرد”، لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي هي سرد: ذوالقعدة، ذوالحجة، المحرم.
– “رجب الأصم”- الأصم أي الوحيد ، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسمى بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل: لأنه لا تسمع فيه قعقعة السلاح للقتال.
– “رجب الأصبّ”، لأن الله تعالى يصب فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صباً، وهو تقدمة لشهر رمضان وتهيئة لشهر شعبان.
(2) أعمال عظيمة الأجر والثواب
أما العبادات التي يمكن الإكثار منها في شهر رجب فهي:
– ذكر الله، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].
– ترديد الباقيات الصالحات، أو الكلمات الطيبات، وهي: (سبحان الله، الحمد الله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله).
– الدعاء، والمناجاة، فعِشْ مع ربك وناجِه بما أحببت فالدعاء هو العبادة.
– الاستغفار: بالإكثار من قول: أستغفر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله.
– قراءة القرآن الكريم: ولمن لا يستطيع أن يقرأ لأي سبب كان، يسمع ويتدبر القرآن فإنه ربيع القلوب.
– محاسبة النفس: فإذا اعتدت ذلك أصبحت عبدًا ربانيًّا، ورأيتَ اللهَ في كل شيء، وعرفت أنك على الطريق الصحيح في علاقتك مع الله.
– الحرص على صلاة الجماعة في المسجد قدر الاستطاعة فعنه صلَّى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيسأل الذين باتوا فيكم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون».
(3) حكم ذبيحة رجب وهي ما تسمى بالعتيرة
بينت كتب الفقه أن الإسلام جاء والعرب يذبحون في شهر رجب ما يسمى بالعتيرة أو الرجبية، وقد اختلف الفقهاء في حكم عتيرة رجب بين النسخ -كما عند الجمهور- والاستحباب -كما عند الشافعية، والذي عليه فتوى دار الإفتاء المصرية جوازها؛ لحديث النسائي عن الحارث بن عمرو رضي الله عنه قال: جاء رجل للنبي ﷺ يقول: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعَتَائِرُ وَالْفَرَائِعُ، قال النبي ﷺ: «مَنْ شَاءَ عَتَرَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ، وَمَنْ شَاءَ فَرَّعَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفَرِّعْ»؛ لذا فإننا لا نرى بأسًا فيما تسمَّى بالعتيرة، ولأن مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
(4) حكم تخصيص شهر رجب بعبادة محددة
يعد شهر رجب من الأشهر الحرم يجب فيها كغيرها من الشهور تعظيم حرمات الله سبحانه، والوقوف عند حدوده عز شأنه، ولهذه الأشهر ميزة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وأكد كبار العلماء أنه لم يثبت تخصيصها بعبادة محددة، والواجب على المسلم اتباع السنة، والابتعاد عن البدع.
(5) صلاة الرغائب في الجمعة الأولى من رجب
هناك صلاة يؤديها بعض الناس ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب المبارك، بين صلاتي المغرب والعشاء، تسمى صلاة الرغائب وهي اثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، والرأي الثابت فيها أنها بدعة وليس لها أصل في الدين.
قال عنها الإمام النووي في المجموع: “هي صلاة بدعة ومنكرة قبيحة، ولا يغتر بذكر من ذكرها, ولا بالحديث المذكور فيها؛ فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمها من الأئمة فصنّف ورقات في استحبابها؛ فإنه غالط في ذلك, وقد صنف في إبطالها الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسًا فأحسن فيه وأجاد”.
اقرأ أيضًا:
شخص زنى بزوجة أبيه.. فما حد الزنا هنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
الأزهر للفتوى: عن دعوات” المساكنة” زنا والإسلام يُحرِّم العلاقات الجنسية غير المشروعة
شخص زنى بزوجة أبيه.. فما حد الزنا هنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب