مقالات

نصحتها صديقتها بحبوب التخسيس فماتت.. من يتحمل دية أختي؟.. وعالم أزهري:



09:41 م


الأحد 17 أغسطس 2025

كتب – علي شبل:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، سؤالا من شخص يقول في رسالته: كانت أختي ذات وزن ثقيل فاقترحت عليها صديقتها أن تتناول حبوب إنقاص الوزن فأخذتها فماتت فمن يتحمل دية أختي؟.

وقبل أن يرد الدكتور عطية لاشين على هذا السؤال نبّه الى أمرين:

الأول: إن الشريعة الاسلامية أولت النفس البشرية مزيد اهتمام وكثير عناية وأحاطتها بسياج منيع يمنع الغير من الاقتراب منها أو التصوير وفرضت كثيرا من التشريعات لهذا الغرض.

منها القصاص: إذا كان القتل عمدا عدوانا وبآلة تقتل غالبا ومعنى القصاص أن يقتص من القاتل للمقتول أي من قتل نفسا بغير نفس وبدون حق أقيم عليه القصاص جزاء وفاقا لما اكتسبته يداه قال في ذلك الحق سبحانه وتعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).

وقال في ذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يحل قتل امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث :

النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة).

الأمر الثاني: إن الانسان محل القصد والاستفتاء ومحل التطبيب إذا كان عنده علم قطعي فيما سئل عنه أجاب السائل ودله عليه، وإن لم يكن ذات علم أو في شك من علمه وعلى غير يقين منه توقف عن جواب سائله فان من قال لا ادري فقد أفتى ولأنه إذا أجاب بغير علم أو تطبب بغير علم فترتب على ذلك أثار سلبية كان ضامنا لهذه الأثار.

وبخصوص واقعة السؤال يقول لاشين، في بيان فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:

إن الأخت التي اقترحت على صديقتها تناول حبوب إنقاص الوزن حينما اشتكت لها وزنها الثقيل وأخذت بهذا الاقتراح وتناولت الأقراص وحصلت لها مضاعفات أدت الى وفاتها فإنه لا شك وفاتها تصنف على أنها قتل خطأ، وإن كان لم تترك من عمرها فيمتو من الثانية.

وتابع عضو لجنة الفتوى بالأزهر أنه شارك في هذا القتل الخطأ ثلاثة أشخاص:

١- المتوفاة نفسها حينما نفذت اقتراح صديقتها دون أن تجري على نفسها فحوصات طبيه لتعلم مدى قابلية جسمها لهذا الدواء وأنه لا يرفضه وأنه ليس له مضاعفات جراء تناوله.

٢- الأخت التي اقترحت هذا الاقتراح على صديقتها حيث لا يلزم من حصول فاعلية الدواء لها أن تحصل فاعليته عند غيرها حيث إن كل جسم له تركيبات ومواصفات تخصه وسبحان من خلق.

٣- الطرف الثالث الذي ساهم في إحداث النتيجة وهي الوفاة الشخص الذي قام ببيع هذا الدواء حيث علمت من صاحب السؤال أنه يباع تحت بير السلم ولم ترخص الجهات الصحية ببيعه، ويباع على غير علم ومرأى من المسؤولين.

وختم لاشين فتواه، قائلًا: الشخص الأخير عليه النصيب الأكبر من دية المتوفاة وليكن عليه نصفها.

والمتوفاة تتحمل ربعها وصديقتها التي اقترحت تتحمل الربع المتبقي من الدية… هذا والله أعلم وبه الهداية ومنه التوفيق.

اقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل المال للبنات إذا كان فيه حرمان للورثة (فيديو)

زوجتي مريضة ولن تستطيع الإنجاب فهل يجوز التبرع لها بالبويضات؟.. عالم أزهري يوضح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى