هل العملات الورقية من الاجناس الربوية؟.. يسري جبر يجيب

02:53 م
السبت 23 أغسطس 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن النبي ﷺ بيّن في حديث عبادة بن الصامت وجود ستة أجناس ربوية، وهي: الذهب بالذهب، الفضة بالفضة، البر بالبر، التمر بالتمر، الزبيب بالزبيب، والملح بالملح، وأن التعامل بمثل هذا النوع من التجارة يجب أن يكون “مسلاً بمثل يداً بيد”، وأن أي زيادة أو استزاد تعد ربا.
وأضاف جبر، خلال حلقة برنامج “اعرف نبيك”، المذاع على قناة” الناس”: أن العلماء اختلفوا في مسألة القياس على هذه الأجناس، مشيرًا إلى أن ابن حزم وبعض الفقهاء رفضوا القياس لتجنب التضييق على الأمة، فيما رأى المذهب الظاهري والمذاهب الأربعة الشهيرة ضرورة البحث عن العلة لتطبيق حكم الربا على غير هذه الأصناف.
وأوضح، أن العلة في الذهب والفضة هي النقدية، أي كونهما وسيلة للتبادل والاحتفاظ بالقيمة، وأن هذا لا يشمل غيرهما من المعادن الثمينة أو الأحجار الكريمة.
وأشار إلى أن العملات الورقية الحديثة بعد سنة 1972، بعد إزالة الغطاء الذهبي وربط الدولار بالبترول، لم تعد تُعتبر أجناسًا ربوية بالمعنى الشرعي، مما أحدث تغييرات في الحكم على التعاملات المالية الحالية مقارنة بفتاوى ما قبل ذلك التاريخ.
وتناول الدكتور جبر آراء المذاهب الفقهية المختلفة: الأحناف رأوا أن كل ما يُكيل ويُوزن ويُدخر يعتبر جنسًا ربويًا، سواء كان قمحًا أو شعيرًا أو غيره من المكيل والموزون، وأما الشافعية، قالوا إن العلة هي أن يكون المال مطعومًا آدميًا، أي مأكولًا أو مشروبًا، ويُعتبر ربا ما كان قابلًا للأكل أو الشرب عند بني آدم، فيما رأي المالكيةأن يشترط أن يكون المال مطعومًا آدميًا ومختاتا ومدخرًا، أي يمكن حفظه وتخزينه لفترة.
وأكد الدكتور يسري جبر أن هذا الاختلاف في العلة بين المذاهب يوضح تعقيد مسألة الربا، وأن الفقهاء حاولوا مراعاة الحكمة الشرعية في تحديد الأجناس الربوية بما يحقق العدالة ويجنب الضرر للأمة.
اقرأ أيضاً:
تحذير شرعي من الكذب فيما يراه الإنسان من الرؤى والمنامات.. تكشف عنه الإفتاء
“حسب العُرف والنية”.. أمين الفتوى يوضح حكم مصافحة المرأة لزميلها في العمل
هل تجوز الصلاة قبل الانتهاء من الأذان؟.. تعرف على رد أمين الفتوى
أمين الفتوى: الصلاة بالشورت فوق الركبة باطلة ويجب إعادتها (فيديو)