مقالات

هل زواج المطلقة بغير ولي باطل؟.. عالم أزهري يستعرض آراء الفقهاء


03:42 م


الأربعاء 02 أكتوبر 2024

كـتب- علي شبل:

تلقى الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، سؤالًا من سيدة تقول إن صاحبة لها تزوجت من غير ولي، وهي امرأة سبق لها الزواج وسنها فوق الأربعين، فأفتاها رجل ممن يفتون على رأي السلف عنده أن زواجها باطل لعدم وجود الولي.. فهل كلامه صحيح؟

في رده، يوضح مرزوق الرأي الشرعي، مستعرضا آراء الفقهاء في تلك المسألة، قائلًا:

أولا:

عقد الزواج الصحيح هو ما توافرت فيه الشروط والأركان الشرعية وهي؛ الإيجاب والقبول والشاهدان والمهر وحضور ولي الزوجة عند جمهور الفقهاء.

ثانيا:

مذهب أبي حنيفة وهو المفتى به والمعمول به في المحاكم المصرية عدم جعل الولي ركنا من أركان العقد بشرط رشاد المرأة وكفاءة الزوج وثبوت مهر المثل على الأقل.

ثالثا:

سن الزواج في القضاء المصري 16 سنة للبنت، و 18 سنة للولد.

رابعا:

أجاز السادة الحنفية للولي أن يرفع أمر نكاح ابنته البالغة الرشيدة التي تزوجت بغير كفء أو بغير مهر المثل للقاضي ليفسخ نكاحها مالم تكن حملت أو وضعت.

ولفت مرزوق، في فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى مسألة سن الفتاة عند الزواج، قائلًا: أخبرني بعض الأخوة أن سن البنت الآن في مصر 18 سنة، شكر الله تعالى لهم، ومما سبق يتضح لنا أن زواج الأخت التي ذكرنا قصتها زواج صحيح على مذهب الحنفية.

وأشار العالم الأزهري، إلى أمرين مهمين، قائلًا: أولا: كان الأولى بالأخ الذي يقول إنه يفتي على مذهب السلف أن يذكر اختلاف الفقهاء حتى يلتمس صحة الزواج الذي تم ولا يشكك المرأة في زواج صحيح على المذهب الحنفي.

ثانيا: ذكرتني هذه الواقعة بواقعة مماثلة لإحدى الأخوات كانت تعمل في بلد عربي ومات زوجها وبعد انقضاء عدتها تزوجت من زميل لها في السفارة المصرية زواجا شرعيا موثقا في السفارة المصرية إلا أن وليها كان في مصر، فسألت أحد المفتين في هذا البلد وكانت الإجابة على الهواء، فقال لها ما خلاصته: زواجك أيها الأخت دون ولي فيه شك، وتركها في حيرة من أمرها.

وعلق مرزوق قائلًا: لا شك أنه أخطأ حين لم يعرض رأي الفقه الحنفي المعمول به في مصر، لاسيما وأن الأخت مصرية وزواجها صحيح على مذهب الحنفية، ثم إنها تزوجت في السفارة المصرية زواجا موثقا والسفير أو من ينوب عنه يعتبر وليًا لها، فالسلطان ولي من لا ولي له.

ويضيف ثالثا: نرجو ممن يتصدى للفتوى أن يتجنب العجلة، وأن يراجع أقوال الأئمة الأربعة، فربما كان في أحدها المخرج للناس من الضيق فاختلاف الأئمة رحمة للأمة، وليراجع من أراد كتاب (رحمة الأمة في اختلاف الأئمة).

اقرأ أيضًا:

منها قراءة آيات السكينة.. 5 نصائح لعلاج الاكتئاب ينصح بها رمضان عبدالرازق

هل يجب قضاء الصلوات الفائتة وكيف نقضيها؟.. وأمين الفتوى يقدم نصيحة عملية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى