هل يتعدد يوم عرفة باختلاف مطالع ذي الحجة؟.. باحث شرعي يوضح

12:04 م
الأربعاء 28 مايو 2025
كتب- علي شبل:
قبل إعلان المملكة العربية السعودية، بلد المنسك، مطلع شهر ذي الحجة، الذي بدأت غرته اليوم الأربعاء، أعلنت عدة دول إسلامية أخرى نتيجة استطلاع هلال الشهر الفضيل، وقد اختلفت حول تحديد غرة ذي الحجة، ووقفة يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك.. فهل يتعدد يوم عرفة باختلاف مطالع ذي الحجة؟
السؤال الأخير طرحه الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، ويقول في حسم تلك المسألة إنه خلافا للشائع، فإن بلاد الحرمين لا تتحكم في تحديد غرة ذي الحجة، ومن ثم عيد الأضحى، بل إن العديد من الدول الإسلامية لها رؤية محلية. ويتركز أغلب تلك الدول في شرق العالم الإسلامي، ومن هذه الدول: ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والهند وباكستان وبنغلادش وإيران وموريتانيا وتركيا، ومعظم الدول الإسلامية غير العربية في إفريقيا، ومن الدول العربية سلطنة عمان والمملكة المغربية.
ويلفت الباحث الشرعي إلى أنه قد سبق وأن أعلنت، أمس الثلاثاء، ماليزيا وسلطنة بروناي تعذر رؤية ذي الحجة، وعليه يكون العيد لديهما، ومن وافقهم، السبت ٧ يونيو. ومن المتوقع أن يكون السبت في باكستان والهند وبنجلادش.
ويضيف الفخراني، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: نعود لسؤالنا: هل يتعدد يوم عرفة باختلاف مطالع ذي الحجة؟، مضيفا: الثابت خلو مدونات الفقه هذه المسألة، تأسيسا على أن تحديد يوم عرفة من مشمولات الخلاف ومرتبطات الاعتداد باختلاف المطالع وعدمه.
وأشار إلى أنه كان الفقهاء قديما لا يفرقون في قضية اختلاف المطالع بين سائر الشهور، ومن ذلك ما أورده الحافظ ابن حجر رحمه الله في معرض حديثه عن حوادث عام ثمان وعشرين وثمانمائة حيث قال: “وفي الثالث والعشرين من ذي الحجة وصل المبشر من الحجاج وأخبروا بالرخاء الكثير في الحجاز… وأخبر بأن الوقفة كانت يوم الاثنين، وكانت بالقاهرة يوم الأحد، فتغيظ السلطان، ظناً منه أن ذلك من تقصير في ترائي الهلال، فعرَّفه بعض الناس أن ذلك يقع كثيراً بسبب اختلاف المطالع، وبلغني أن العيني شنع على القضاة بذلك السبب، فلما اجتمعنا عرفت السلطان أن الذي وقع يقدح في عمل المكيين، عند من لا يرى باختلاف المطالع، حتى لو كان ذلك في رمضان للزم المكيين قضاء يوم” [إنباء الغمر بأنباء العمر: 3/350]
وعليه- يقول الفخراني- فقد يتعدد يوم عرفة، لكن يوم الوقوف واحد، وربطه بالوقوف قد يفضي إلى ما لا يرتضى شرعا، ومن ذلك:
أ- ثبوت الرؤية (البصرية) شرعا في قُطر ما قبل بلاد الحرمين- وهذا هو الأصل المرفوع حاليا- فإن تعليق الصيام بيوم وقوف الحجاج يقتضي صيام يوم العيد، وهو محرم، فإذا ترك الصيام لذلك حُرِم الناس أجرَ صيام يوم عرفة، وإذا تكرر ذلك سنين عديدة، لم يكن لهم في هذا الفضل نصيب. وهذا غير وارد إذا اعتبر اختلاف المطالع كباقي الشهور.
ب- تأخر دخول الشهر في بلد عن دخوله في بلاد الحرمين –كما هو واقع في البلاد المشار إليها، في كثير من السنوات- لزم أن يكون بين عرفة ويوم النحر يوم “فاصل”، لأن يوم النحر يحدد برؤية البلد دون موافقة للحجاج. ثم إن فيه اعتماد معيارين مختلفين في شهر واحد. بالإضافة إلى أن ذلك “الفاصل” متردد بين كونه من التسع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومها، وبين كونه عيدا، “لمجيئه بعد عرفة مباشرة.
ويختم الفخراني بخلاصة: أن المسلم يصوم يوم التاسع من ذي الحجة، وافق ذلك اليوم وقوف الحجيج بعرفة، أم لم يوافقه، فيما لو اعتمد بلده رؤية محلية.
اقرأ أيضًا:
“صلوا كما رأيتموني أصلي”.. تعرف على مكروهات الصلاة حتى يكتمل الثواب
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
مفاجأة- أمين الفتوى: “خمسة وخميسة” تعبير مصري مبتكر عن سنة النبي وليس عن الشرك