عاش ٣١ سنة وموسيقاه عمرها أكثر من ١٠٠ عام.. محطات في مشوار سيد درويش
12:23 م
الخميس 14 سبتمبر 2023
كتب-مصطفى حمزة:
تحل الذكرى المئوية لرحيل فنان الشعب سيد درويش، غدا الجمعة 15 سبتمبر، إذ رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 31 عام، تاركا خلفه ميراثا إبداعيا، خلد ذكراه
ومع احتفالنا بمرور 100 عام، على رحيل سيد درويش، الذي أعاد تشكيل ملامح الموسيقى والغناء في مصر، والوطن العربي كله ، نرصد أبرز ملامح مشواره.
بدأت شهرة أسطورة الموسيقى العربية، سيد درويش، بعد تقديمه ألحان أوبريت استعراضي كوميدي بعنوان (فيروز شاه)، بتكليف من المخرج المسرحي جورج أبيض
ومع ما تحقق من صدى طيب عن الروح الموسيقية الجديدة التي تميز ألحان سيد درويش، سارع الفنان نجيب الريحاني، بالتعاقد معه لوضع ألحان الأوبريتات التي تقدمها فرقته.
ووضع سيد درويش، ألحان 12 أوبريت لصالح فرقة نجيب الريحاني، وكان أولها ألحان أوبريت (ولو) الذي ضمت مجموعة من أشهر الأغاني، ومنها “الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية” و “الوارثين”، و “السقايين”.
وتعاون الريحاني، مع سيد درويش في أوبريتات، الهـوارى، وخد بالك يا أسـتاذ ،وكلـه من ده ، و فشر، و الطاحونة الحمراء، و إش ، ورن، وشهرزاد، والعشرة الطيبة، والباروكة، و قولوا له.
وفي خلال 6 سنوات، وضع سيد درويش، بصمته الموسيقية على أكثر من 30 أوبريت، وضموا 256 لحن، لعدة فرق المسرحية كبرى، ومنها: فرق علي الكسار، و منيرة المهدية، وأولاد عكاشة.
وقدم سيد درويش، موسيقاه في 11 أوبريت، مع فرقة علي الكسار، ومنها: فلفل، وراحت عليك، ولسه، والهلال، والانتخابات، وأحلاهم، ومع فرقة منيرة المهدية، لحن أوبريتات: كلها يومين، وكليوباتـــــرا،. ومع فرقة أولاد عكاشة وضع ألحان 3 أوبريتات، هي هدى، و الدرة اليتيمة، و عبدالرحمن الناصر.
سيد درويش، مع فرقته الخاصة، قدم أيضا 4 أوبريتات، وهي: شهرزاد، العشرة الطيبة، الباروكة، والعبرة.
وتصدر المبدع الموسيقي سيد درويش، المشهد الفني، بعد أن أصبحت الأغاني التي وضع ألحانها وكتب كلماتها الشعراء بديع خيري، وبيرم التونسي، ويونس القاضي، تنتشر بسرعة بعد تقديمها في العروض المسرحية، و يرددها الأطفال في الشوارع، والعمال في المصانع وقرى الريف، ومنها: يا عشاق النبي، ياورد على فل وياسمين، سالمة يا سلامة، طلعت يا محلا نورها ، الحلوة دي قامت تعجن ، وهز الهلال ياسيد، وغيرها
ومع قيام ثورة 1919، وضع سيد درويش ألحان 12 نشيدا، قدموا من خلال الأوبريتات وأشعلوا حماس كافة فئات الشعب، في ربوع مصر كلها، ومنها: قوم يا مصري، أنا المصري كريم العنصرين، وأحسن جيوش، اليوم يومك يا جنود، دقت طبول الحرب ، يا مصر يحميكي لأهلك، وغيرها.
وفي فن الموشحات، وضع سيد درويش ألحان 12 موشح، منها: يا شادي الألحان ، حبي دعاني ، يا صاحب السحر، و يا ترى بعد البعــاد، يا بهجة الروح، يا حمام الأيك، يا غصن البان، وغيرها
ومن الدرر الموسيقية لفنان الشعب، 10 أدوار، قدمها بمقامات متنوعة، منها: يا فؤادي ليه بتعشـق، عشقت حسنك، ياللي قوامك يعجبني، يوم تركت الحب، في شرع مين، أنا عشقت، ضيعت مستقبل حياتي، أنا هويت وانتهيت، وغيرها.
سيد درويش، لحن أيضًا 66 طقطوقة ومونولوج، منهم زوروني كل سنة مرة، ياللى تحب الورد، يا ناس أنا مت في حبي، حرج عليا بابا، خفيف الروح، يا عزيز عيني، والله تستاهل يا قلبي، أهو ده اللي صار
سيد درويش، تزوج أكثر من مرة، كان أولها وهو عمره حوالي 16 سنة، والثالثة في سنة 1919 من السيدة جليلة ، ودفع مهر قدره 30 جنيها.
ومن أولاد سيد درويش، الذين ورثوا عنه عشق الفن، نجله محمد البحر، الذي غنى وقدم الكثير من أوبريتات والده، ومنها “العشرة الطيبة” و “شهرزاد”، وهو والد الفنان إيمان البحر درويش.
وفي حب الأب سيد درويش، قدم ابنه حسن كتابا هام جدا لتوثيق مشواره، بعنوان “من أجل أبي.. سيد درويش”، عن سيرة حياته وأعماله.
في سبتمبر 1923، وبعدما انتهى من وضع موسيقى الفصل الأول من أول أوبرا مصرية (كليوباترا ومارك انطونيو)، بدأ سيد درويش، مع الشاعر يونس القاضي، تجهيز نشيد “بلادي بلادي” لطلبة المدارس، لغنائه في استقبال الزعيم سعد زغلول، عند عودته من المنفى.
بعد سفره إلى الإسكندرية، حتى يكون في استقبال الزعيم سعد زغلول، أصيب فنان الشعب، سيد درويش بأزمة قلبية مفاجئة، و توفي مساء الجمعة 14 سبتمبر، الموافق 4 صفر 1342 هجرية، في منزل شقيقته، ودفن يوم السبت الموافق 15 سبتمبر عام 1923 ميلادية.