في ندوة تكريمه.. أحمد عبدالجليل: كرم مطاوع أعطاني أول مكافأة وبدأت من

04:43 م
الإثنين 21 يوليو 2025
كتبت – منال الجيوشي
انطلقت أولى ندوات المحور الفكري عن المكرمين في البرنامج المصاحب لفعاليات الدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري، بندوة خاصة لتكريم المخرج المسرحي الكبير أحمد عبد الجليل، تحت عنوان “المسرحجي الفصيح”، وذلك بحضور الكاتب عماد مطاوع، والدكتور محمد أمين عبد الصمد، والناقد أحمد خميس، إلى جانب كوكبة من المسرحيين والنقاد والجمهور.
وفي مستهل الندوة، تحدث الكاتب عماد مطاوع عن خصوصية تجربة عبد الجليل، مشيرًا إلى أنه يمثل نموذجًا للفنان الذي يحترم فنه ويخلص لتجربته بعيدًا عن الأضواء، حيث نشر إبداعه من مدينة المنصورة إلى ربوع مصر كافة، وأكد أن البيئة الثقافية والاجتماعية كانت حاسمة في تشكيل رؤيته الفنية.
من جانبه، روى المخرج أحمد عبد الجليل محطات من تجربته المسرحية، بدءًا من أول زيارة لمسرح المنصورة القومي، التي كانت مليئة بالخوف والانبهار، مرورًا بمشاركته الأولى في عرض “موتى بلا قبور” لـ جان بول سارتر، التي كانت بوابته إلى عالم المسرح ولغته العربية الصعبة في بداياتها.
واستعاد عبد الجليل موقفًا لا يُنسى حين رآه الفنان كرم مطاوع بعد أحد العروض وهو طفل صغير، فأعطاه خمسة جنيهات مكافأة تشجيعية لا تزال محفورة في ذاكرته.
واستعرض عبد الجليل محطات من مشواره الإخراجي الذي بدأ عام 1982، وتوقف عند محطة مهمة هي عرض “شحتوت العظيم” المأخوذ عن نص للشاعر أحمد فؤاد نجم، والذي استمر عرضه خمسة أشهر وحقق نجاحًا لافتًا، وأكد أن علاقته بنجم تجاوزت حدود التعاون المسرحي لتصبح تجربة إنسانية ملهمة أثّرت فيه بعمق، على الصعيدين الإبداعي والإنساني.
أما الدكتور محمد أمين عبد الصمد، فتحدث عن كواليس كتابته للكتاب التذكاري الذي حمل عنوان “المسرحجي الفصيح”، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه التوثيق الموضوعي لتجربة شخصية مبدعة. ولفت إلى أن عبد الجليل قدم أكثر من 120 عرضًا مسرحيًا، وتميز مشروعه بخصوصية نادرة من حيث نوعية النصوص، والفرق المشاركة، والمساحة الجغرافية التي شملت الدلتا بشكل أساسي.
وأضاف أن خصوصية التجربة لا تحكمها الأرقام فقط، بل تتجلى في رؤى إخراجية متجددة ومسار ناضج بدأ من المسرح المدرسي وانتهى إلى قيادة فرق الثقافة الجماهيرية بإبداع واستقلالية.
الناقد أحمد خميس تحدث عن البعد الإبداعي لتجربة عبد الجليل، مشيدًا بدوره في تقديم نصوص نجيب سرور بأساليب جديدة ومبهرة، فضلًا عن مساهماته في إحياء المسرح الغنائي من خلال أعمال مثل “الجنيه المصري”، التي تميزت بالغناء المباشر والتفاعل مع الجمهور، معتمدًا على طاقات الهواة وليس المحترفين.
وأكد خميس أن عبد الجليل كان له دور كبير في إلهام جيل جديد من النقاد والمخرجين من خلال أعماله التي امتدت أيضًا إلى بعض تجارب المسرح الإفريقي.
شهدت الندوة حالة من التقدير الكبير لتجربة أحمد عبد الجليل التي مزجت بين الاحتراف والحس الشعبي، وبين العمق الفكري والتجريب الإخراجي، ما يجعلها تجربة تستحق التوثيق والدراسة، وواحدة من أبرز التجارب التي لم تُخلق داخل المركز، بل ازدهرت من الأطراف إلى القلب.