اقتصاد

ارتفاع أسعار الكتب الخارجية قبيل بدء العام الدراسي .. وأولياء الأمور ي



04:17 م


الثلاثاء 05 أغسطس 2025

كتب وتصوير: أحمد الخطيب:

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تشهد منطقة الفجالة– المعروفة بكونها مركزًا رئيسيًا لبيع الكتب والأدوات المدرسية– حالة من النشاط المتزايد في حركة البيع والشراء، وسط شكوى متكررة من ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، والتي سجلت زيادات جديدة هذا العام تراوحت بين 10% و12.5%، بحسب أصحاب المكتبات ودور النشر.

ووسط الزحام في الفجالة، عبّر عدد من أولياء الأمور عن محاولاتهم التكيّف مع الوضع الاقتصادي، والبحث عن حلول مناسبة لاحتياجات أبنائهم التعليمية.

وتقول أسماء عمر، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء: “الأسعار ارتفعت فعلًا، لكن قرار الوزارة باستخدام كشكول واحد لكل مادة وفر علينا كتير”.

أما عبد الله مصطفى، ولي أمر لطالبين، فأكد أنه يتقبل الزيادات في ظل الخصومات المقدمة من بعض المكتبات، متمنيًا عدم حدوث زيادات أخرى. بينما عبّر محمد السيد، موظف وأب لطالب ثانوي، عن تفهّمه للغلاء، معتبرًا أن “تعليم الأبناء أولوية رغم الظروف الاقتصادية”.

زيادات مصدرها دور النشر

قال مصطفى البنا، صاحب إحدى المكتبات بالفجالة، إن الزيادة جاءت من دور النشر نفسها، وهو ما حدّ من قدرة المكتبات على التحكم في الأسعار أو تخفيضها. وأضاف: “كنا نأمل في استقرار الأسعار، لكن الواقع فرض علينا زيادة غير قابلة للتجنب، نحاول قدر الإمكان تخفيف العبء عن الزبائن، لكن هناك تكاليف لا يمكن تجاوزها”.

في سياق آخر، أشار مينا محسن، صاحب مكتبة “الشرقية”، إلى أن عملية طرح الكتب الخارجية لا تزال غير مكتملة بسبب التعديلات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم على بعض المناهج، ما أدى إلى تأخير إصدار الطبعات الجديدة. ورغم بدء الإقبال من أولياء الأمور، فإن غياب بعض السلاسل يعرقل حركة البيع.

وأوضح محسن أن الكتب الأكثر طلبًا هذا الموسم تشمل “سلاح التلميذ” و”الأضواء”، مضيفًا أن نسبة الزيادة مقارنة بالعام الماضي تتجاوز 10%، معتبرًا ذلك رقمًا “مقبولًا” في ظل تغيرات السوق.

نسخ مقلدة تضر بالسوق

ومع استمرار الغلاء، اتجه بعض التجار غير المرخصين إلى بيع نسخ مقلدة من الكتب الخارجية، تُطبع بجودة منخفضة وتفتقر إلى الدقة في المحتوى، ما يُشكل خطرًا على جودة العملية التعليمية. وقال محسن إن الفارق بين النسخ الأصلية والمقلدة كبير، متهمًا بعض الجهات بعدم تفعيل القوانين الرادعة لهذه الظاهرة.

خصومات مؤقتة لتخفيف العبء

لمواجهة الزيادات، أطلقت بعض المكتبات خصومات موسمية تتراوح بين 15% و20% خلال شهر أغسطس، تقتصر على المبيعات بالجملة. وأكد أصحاب المكتبات أنهم يتحملون هذه الخصومات دون دعم من دور النشر.

وفقًا لعصام مصطفى، أحد تجار الكتب التعليمية، تتفاوت أسعار الكتب الخارجية حسب المرحلة الدراسية. فالكتب الابتدائية (نظام عربي) تتراوح بين 135 و185 جنيهًا، بينما تصل أسعار كتب المرحلة الإعدادية إلى 200 جنيه، في حين تبدأ أسعار كتب المرحلة الثانوية من 200 جنيه وتصل في بعض المواد واللغات إلى 900 جنيه.

شعبة الورق: الزيادة غير مبررة

في المقابل، انتقد عمرو خضر، رئيس شعبة تجارة الورق بالغرفة التجارية، رفع أسعار الكتب الخارجية رغم الركود في السوق، مشيرًا إلى أن حركة البيع والشراء متوقفة منذ نحو أربعة إلى خمسة أشهر، متسائلًا: “كيف تبرر دور النشر هذه الزيادة في ظل تراجع الطلب وانخفاض أسعار الورق؟”

وأكد خضر أن أسعار الورق والكشاكيل تشهد تراجعًا، إلى جانب انخفاض أسعار كتب وزارة التربية والتعليم هذا العام مقارنة بالموسم الماضي، معتبرًا الزيادات الحالية “غير منطقية وتستحق المساءلة”.

تحذير من تفشي الغش وتقليد الكتب

كما حذّر رئيس الشعبة من تنامي ظاهرة الغش في سوق الكتب، مشيرًا إلى أن “انتشار طباعة الكتب المزورة أو المقلدة يعد جريمة تضر بجميع أطراف السوق”، داعيًا المتضررين من هذه الممارسات إلى تقديم شكاوى رسمية، حتى تتمكن الأجهزة الرقابية من التدخل.

وأوضح خضر أن بعض التجار يتقاعسون عن الإبلاغ، مما يعيق كشف التجاوزات: “المنافسة غير المشروعة والاحتكار لا يمكن رصدها إلا من خلال شكاوى رسمية. أما الصمت عن الحق، فهو ما يعطّل أي تدخل حقيقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى