اقتصاد

“الشورت سيلنج”.. هل يعد أداة فعالة لتنشيط التداول في أوقات الأزمات؟



05:32 م


الأحد 20 أبريل 2025

كتبت – أمنية عاصم:

شهدت البورصات العالمية هبوطًا حاد خلال بداية الشهر الجاري؛ جاءت مدفوعة بزيادة حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتحدث ” مصراوي ” إلى خبراء أسواق المال للتعرف على إحدى آليات الأسواق العالمية وهى البيع على المكشوف ومدى قدرتها على دعم زيادة حركة التداول في ظل انهيارات الأسواق.

ورفع ترامب هذا الشهر الرسوم الجمركية الأساسية على الواردات الصينية إلى 145%. وردا على ذلك فرضت الصين رسوما بنسبة 125% على السلع الأميركية.

قال محمد كمال، خبير أسواق المال، إن آلية البيع على المكشوف أو ما يُعرف بـ”الشورت سيلنج”، تُعد إحدى الأدوات المتداولة في الأسواق المالية العالمية، في حين أن السوق المصري يمتلك آلية عكسية لها، وهي آلية “T+0″، والتي تتيح للمتداول شراء الأسهم في بداية الجلسة وبيعها في نفس اليوم، بغض النظر عن تحقيقه ربح أو خسارة.

وأوضح كمال أن آلية “T+0” تعتمد بشكل رئيسي على رؤية المتداول – سواء كان فردًا أو مؤسسة – تجاه أداء السهم خلال الجلسة، بناءً على التحليلات الفنية أو الأخبار المرتبطة به، مع توقع أن يحقق السهم طفرات سعرية سريعة خلال الجلسة يعتمد على تلك الآلية.

أداة فعالة للربح القصير

وأضاف أن آلية البيع على المكشوف أو ” الشورت سيلنج “تعمل بالعكس، إذ يقوم المتداول ببيع سهم لا يملكه بالفعل، بعد اقتراضه من مالكه الأصلي، على أمل أن ينخفض سعره لاحقًا، ليقوم بإعادة شرائه بسعر أقل وتحقيق ربح من فرق السعر قبل رده للمالك الأصلي. وفي حال لم يتحقق الهبوط المتوقع وارتفع السهم، يتحمل المتداول خسائر ناتجة عن فرق السعر عند إعادة شراء السهم في الموعد المتفق عليه مع المالك الأصلى للسهم.

وأشار كمال، إلى أن “البيع على المكشوف” يعني ببساطة بيع أسهم لا أملكها فعليًا، موضحًا أن بعض الشركات المدرجة بالبورصات تمتلك أسهمًا غير متداولة منذ فترات طويلة، مثل صناديق نقابات المعاشات التي تمتلك حصصًا كبيرة وتعتمد على عوائد التوزيعات النقدية دون المتاجرة بالأسهم.

في هذه الحالة، تعرض الشركات على هذه الصناديق تأجير أسهمها للمتداولين لاستخدامها في عمليات “البيع على المكشوف” مقابل عائد ثابت، بغض النظر عن أرباح أو خسائر المتداول مستخدم الآلية.

تنشيط السوق

وأوضح كمال أن هذه الآلية ساهمت في تنشيط حركة التداول في الأسواق العالمية، خاصة خلال الانهيارات الأخيرة التي شهدتها الأسواق في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث استغل المتعاملون التوقعات السلبية لتحقيق أرباح من تراجع الأسعار.

وأشار إلى أن آليتي “T+0″ و”البيع على المكشوف” متوفرتان في العديد من الأسواق العالمية، بينما في السوق المصري يتم تطبيق “T+0” فقط، أما “البيع على المكشوف” فتم تطبيقه بشكل تجريبي على نطاق محدود، إذ لا تمتلك سوى شركتين فقط من أصل 122 شركة سمسرة رخصة التعامل بها، كما أن تطبيقها يقتصر على عدد محدود من أسهم الشركات المدرجة وبنسب ضئيلة.

وأكد كمال، أن “البيع على المكشوف” كفكرة تُعد متفقًا عليها من حيث المبدأ، لكنها تتطلب موافقات قانونية، وأيضًا دينية، نظرًا لاعتمادها على بيع ما لا أملك. موضحًا أن الفتوى الشرعية النهائية في هذا الشأن تعود إلى دار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر.

وأشارت رشا محسب، مدير عام شركة سفير العالمية لتداول الأوراق المالية، إلى أن السوق المحلي يمتلك من لا يزيد عن 3 أسهم شركات يتم تطبيق عليهم آلية البيع على المكشوف أى ” الشورت سيلنج ” منهم إي أف جي القابضة، بلتون القابضة” .

وأكدت أن تعميم هذه الآلية في السوق المصري لا يمكن الحكم على نجاحه أو فشله حاليًا، لكنه قد يواجه تحديات، أبرزها احتمالية سعي بعض المتداولين إلى دفع السوق نحو الهبوط لتحقيق مكاسب، وهو ما يتطلب إطارًا تشريعيًا وتنظيميًا صارمًا قبل الإقرار بتطبيقه على نطاق واسع، في حال عدم وجود شبهة دينية تمنع استخدامه.

اقرأ أيضًا :

توقعات بانتعاش أداء البورصة بعد خفض المركزي سعر الفائدة

شعبة الملابس: 50% انخفاضا في معدلات الشراء بسبب تقلب الفصول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى