“الصين الآن يمكنها مواصلة شراء النفط من إيران”.. ماذا يعني منشور ترامب

05:53 م
الأربعاء 25 يونيو 2025
كتبت- دينا كرم:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور على موقع “تروث سوشيال”، بعد أيام قليلة من إصداره الأمر بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية: “يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضًا”، مما أثار تساؤلات حول ما يعنيه هذا المنشور أو دلالته وما تأثيرها على أسواق النفط؟
رجَح حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة الذي تحدث لـ “مصراوي”، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سماح الصين بشراء النفط الإيراني قد يحمل في طياته دلالة على رفع محتمل للعقوبات المفروضة على إيران.
وأضاف عرفات أن هذا ما ينذر بزيادة المعروض العالمي من الخام، وبالتالي انخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وأوضح عرفات أن إيران تصدر نفطها بطرق غير مباشرة عبر وسطاء، خاصة من خلال الإمارات، وكانت تلجأ إلى أساليب مثل تغيير بلد المنشأ أو استخدام حاويات تابعة لدول أخرى من أجل تجاوز العقوبات، وهو ما كان يضطرها إلى البيع بأسعار أقل من السوق العالمية.
وأشار عرفات إلى أن التحول نحو تصدير رسمي ومباشر – كما يلمّح تصريح ترامب – يعني أن إيران ستتمكن من بيع نفطها بالأسعار العالمية دون قيود، مما يضع ضغوطًا إضافية على الدول الأخرى المنتجة للنفط، خاصة الأعضاء في منظمة أوبك، الذين قد يطلب منهم خفض إنتاجهم لإفساح المجال أمام عودة إيران الرسمية إلى السوق.
وأشار عرفات، إلى أن دخول إيران رسميًا ضمن منظومة أوبك سيؤدي إلى إعادة توزيع حصص الإنتاج بين الدول الأعضاء، ما قد ينعكس سلبًا على حصص دول الخليج، كما أن الإمارات ستتضرر أيضًا من توقف العمولات الناتجة عن تمرير النفط الإيراني عبر أراضيها.
وأكد عرفات أن المستفيد الأكبر من هذا التحول المحتمل هو إيران، التي ستحقق ثلاثة مكاسب رئيسية أولًا، البيع بالسعر العالمي والتنازل عن البيع بسعر أقل نظرًا لعدم شرعية البيع.
وتابع أن المكسب الثاني هو التخلي عن الحاجة إلى طرق التحايل وخسارة العمولات للوسطاء، وثالثًا استعادة موضعها الرسمي داخل أوبك بما يضمن لها حصة إنتاجية واضحة.
وأوضح عرفات، أن التصريح الأمريكي، في حال تم ترجمته إلى إجراءات فعلية ودخل حيز التنفيذ، سيجبر منظمة أوبك على الإجتماع والنظر في الأمر ومناقشته.
ويُمثل النفط الإيراني نحو 13.6% من مشتريات الصين من النفط هذا العام، حيث تُوفر البراميل المُخفّضة السعر شريان حياة للمصافي المستقلة التي تُعاني من ضغوط هامش الربح، يُمثل النفط الأمريكي 2% فقط من واردات الصين، كما أن الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين بنسبة 10% على النفط الأمريكي تُثنيها عن شراء المزيد من النفط، بحسب وكالة “رويترز”.
اقرأ أيضًا:
“غاز مصر” توضح أسباب حادث كسر خط الغاز الطبيعي بمنطقة السيل بأسوان
بعد تراجعها عالميا.. هل تنخفض أسعار البن في مصر؟
قبل الهدنة بين إيران وإسرائيل.. لماذا هبطت البورصة المصرية بشكل يفوق بورصات دول النزاع؟