الطروحات الحكومية في مصر: توقيت مثالي أم اختبار جديد للسوق؟

12:42 م
الثلاثاء 15 يوليه 2025
كتبت – أمنية عاصم:
رجح عدد من خبراء أسواق المال الذي تحدثوا لـ “مصراوري” أن التوقيت الحالي -في ظل تعافي السوق المحلي من آثار التوترات الجيوسياسية – يمثل وقت جيد لاستيعاب الطروحات الحكومية إلا أن الأمر مرهونًا بعوامل أخرى منها اختيار سعر العادل للطرح وبحانب التسويق الجيد للطرح
كشف التقرير المالي لوزارة المالية لشهر مايو، أن مصر تستهدف جمع ما بين 4 و5 مليارات دولار من بيع حصص مملوكة للدولة في 11 شركة خلال العام المالي الجاري.
وكانت وزارة المالية قد أعلنت أن قائمة الشركات الـ11 التي تستهدف الحكومة طرح حصص منها، تتضمن 5 شركات مملوكة للقوات المسلحة، وهي الوطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية (وطنية).
وكذلك الشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية (صافي)، وشركة سيلو فودز للصناعات الغذائية، وشركة “تشيل آوت” لتشغيل محطات الوقود، والشركة الوطنية للطرق.
كما تضمن الخطة طرح بنك القاهرة المملوك للحكومة من خلال بنك مصر.
انتعاش السوق
قال سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن السوق يشهد مؤخرًا تحسنًا في السيولة وقوة شرائية متزايدة، حيث تتخطى قيم التداول في بعض الجلسات 5 مليارات جنيه.
وأشار إلى أن هذا التحسن يعكس تعافي السوق جزئيًا من آثار التوترات الجيوسياسية؛ بما يعزز نجاح أي طروحات قادمة.
ثلاث محاور هامة
وضاف أنه لكي تنجح الطروحات القادمة، لا بد من مراعاة ثلاثة محاور رئيسية أولًا، توقيت الطرح، الذي يجب أن يتزامن مع وجود زخم شرائي واضح وسوق في اتجاه صاعد.
والمحور الثاني أن يحقق الطرح فائدة فعلية للمستثمر، من خلال تسعير عادل يسمح له بتحقيق ربح ملموس.
أما ثالث محور، وفق ما قاله الفقي، أن يكون هناك تسويق محترف للطرح، سواء داخليًا أو خارجيًا، من خلال شركات متخصصة قادرة على جذب شرائح جديدة من المستثمرين؛ بحسب الفقي.
وأكد أن تحقيق هذه العوامل مجتمعة من شأنه أن يدعم ليس فقط الطرح المرتقب، بل يعزز ثقة المستثمرين في السوق ويمهد لنجاح طروحات حكومية أخرى في المستقبل القريب.
وفسر سعيد الفقي قائلًا: ” السوق بحاجة فعلية لطروحات قوية، نحن نتحدث منذ مدة عن تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وتم الإعلان عن الشركات المتوقع طرحها، لكن لم يتم تنفيذ الطرح الفعلي لها، وحتى الطروحات التي تمت مؤخرًا لم تحقق المستهدف من حيث الربحية أو الجاذبية للمستثمر بشكل المتوقع منها”.
قدرة السهم على الربح
وأشار إلى أن نجاح أي طرح يتوقف على قدرة السهم على تجاوز سعر الطرح في السوق، موضحًا أن المستثمر عندما يشتري سهمًا في الطرح بسعر 10 جنيهات، فهو يتوقع أن يرتفع السعر لاحقًا، لكن إذا ظل السهم عند نفس السعر، يخسر فقط مصاريف الطرح دون أي عائد، وهو ما لا يشجع على الدخول في طروحات جديدة.
وأوضح سعيد الفقي أن السوق يتحرك حاليًا قرب القمم التاريخية، ويتداول مؤشره الرئيسي EGX30 عند مستوى 33727 نقطة، ويواجه مقاومة فنية قوية عند مستوى 33850 نقطة. وإذا تم تجاوزها، قد يعاود السوق اختبار القمة التاريخية السابقة عند 34500 نقطة التي سجلها في مارس الماضي.
سيناريوهات مطروحة
وقالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، ” إن نجاح برنامج الطروحات الحكومية يعتمد على طريقة الطرح؛ هل سيتم من خلال طرح عام وخاص معًا وهل ستكون النسبة الأكبر من نصيب المؤسسات أو المستثمر الاستراتيجي؟ وهل ستتم عملية استحواذ من قِبل جهة خليجية حيث جميع السيناريوهات واردة”.
وأشارت إلى أن توقيت الطرح حاليًا قد يكون مناسبًا من حيث السيولة، لافته إلى أن الإسراع في تنفيذ برنامج الطروحات يرتبط بشكل مباشر بالمراجعة المرتقبة من صندوق النقد الدولي.
وتابعت أنه في حال تم طرح شركة وطنية أولًا، فإن نجاحها سيمهد الطريق لطرح شركة صافي، لا سيما أن وطنية تملك أصولًا ضخمة تشمل محطات بنزين وفروع متعددة؛ مما يجعلها أكثر جاذبية.
اقرأ أيضًا:
يبدأ من 18.50 جنيه للوثيقة.. تعرف على سعر وثائق صناديق الاستثمار في الذهب
الشعبة: أسعار الأسماك في القاهرة أقل 20% من المدن الساحلية حاليا لهذه الأسباب
هل عاد الإنترنت بالكامل؟.. مستخدمون يروون تجربتهم بعد حريق سنترال رمسيس