التصدي لظاهرة “الإسلاموفوبيا” يتطلب تجاوز الأساليب التقليدية والانتقال لإستراتيجيات أكثر شمولًا

باكو في 29 مايو/ بنا / شارك مجلس حكماء المسلمين في تنظيم المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، الذي انعقد في العاصمة الأذربيجانيَّة باكو، خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو، تحت شعار: “الإسلاموفوبيا تحت المجهر: كشف التحيز، وتحطيم الوصمات”؛ بمشاركة نخبة واسعة من القيادات الدينية وصنَّاع القرار، والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وأكَّد د. سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام في كلمته خلال المؤتمر، أنَّ التصدي لظاهرة “الإسلاموفوبيا” يتطلَّب تجاوز الأساليب التقليدية، والانتقال إلى إستراتيجيات أكثر شمولًا وتخصصًا، مشيرًا إلى أنَّ “الإسلاموفوبيا” ليست مجرد خوف طبيعي من المختلف، بل هي سلوك موجَّه ومتعمَّد ينبع من خطاب كراهية يتم تعلمه وتغذيته، داعيًا إلى ضرورة تجديد المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالظاهرة، بما يعكس الواقع الفعلي للمسلمين في الغرب، ويعزز فهمها في أوساط المؤسسات والمجتمعات الدولية.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابةً عن الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، أنَّه يجب العمل على إعداد خرائط مفاهيمية وممارسات دقيقة تُسهم في بناء قاعدة معرفية تتيح تطوير المبادرات والمشاريع، مع تعزيز الرصد الإعلامي وتحليل الخطابات الغربية المرتبطة بصورة المسلمين، خاصة في ظل تصاعد خطاب الكراهية بسبب صعود اليمين الشعبوي، الذي يستغل أدوات الإعلام والذكاء الاصطناعي لنشر التنميط السلبي ضد الإسلام.
وأوضح، أن مجلس حكماء المسلمين أطلق منذ 5 أعوام مبادرة لإعداد تقرير قانوني شامل حول خطاب الكراهية ضد المسلمين وإجراءات التقاضي في الدول المتأثرة بظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وذلك بالتعاون مع مؤسسات قانونية واستشارية دوليَّة، ويتضمن التقرير، الواقع في أكثر من 140 صفحة، تحليلًا للأطر التشريعية والتحديات الإجرائية المرتبطة بمحاربة “الإسلاموفوبيا” في عدد من الدول الأوروبية.
م.ص, s.a