السودانيون.. فرار من جحيم الحرب إلى معاناة المعابر

ت + ت الحجم الطبيعي
أعلنت قوات الدعم السريع، أمس، سيطرتها الكاملة على ولاية وسط دارفور غربي السودان، في وقت تزداد معاناة السودانيين جراء رحى المعارك، منهم فارين من جحيم الحرب، لتزداد معاناتهم أكثر على بعض المعابر الحدودية.
ونشرت صفحة «الدعم السريع» على «فيسبوك» مقطعاً مصوراً، يظهر فيه، قائد «الدعم السريع» في ولاية وسط دارفور، علي يعقوب جبريل، قائلاً، إن قواته سيطرت على الولاية تماماً، وسوف تتحرك نحو الخرطوم، متهماً الجيش بالاحتماء بمعسكرات النازحين. وأضاف: «زالينجي (عاصمة ولاية وسط دارفور) تحت سيطرتنا. سنتحرك من زالينجي للخرطوم».
رحلة الهروب
في الأثناء لم يكن، أحمد، وحده الذي أرجعته سلطات بلاده قبل أن يكمل رحلة هروبه من الحرب المشتعلة في العاصمة الخرطوم عبر معبر «اللفة» الحدودي بين السودان وإريتريا، فقد سبقه آخرون، منعوا أيضاً من الدخول بسبب قرار إغلاق الحدود بين البلدين من الجانب السوداني، فيما نجح آخرون في العبور بطرق غير رسمية، بينما علق مئات السودانيين المغادرين عبر معبر «القلابات» على الحدود السودانيةالإثيوبية، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بإقليم أمهرا الإثيوبي.
أحمد، وغيره كثر، ممن التقتهم «البيان» على الحدود السودانيةالإريترية، ليس أمامهم خيار سوى المغادرة خارج البلاد، وكثير منهم يتخذون من أسمرا (عاصمة إريتريا) محطة للعبور، إلى بلدان أخرى، خصوصاً أن هناك من يحمل تأشيرات دخول وإقامات في بلدان أخرى، حالت الحرب دون الوصول إليها وتقطعت بهم السُبل على بوابات المعابر البرية.
وفي معبر «اللفة» الحدودي بين السودان وإريتريا، يقف حراس المعبر من الجانب السوداني بالمرصاد لكل الفارين نحو إريتريا من السودانيين، إذ يستثنى أفراد الجالية الإريترية العائدون إلى بلادهم، بينما يمنع خروج السودانيين نسبة لاستمرار إغلاق الحدود من قبل السودان، ورغم ذلك إلا أن الكثير من الأسر السودانية عبرت إلى هناك، حيث تخضع العملية لمزاج الحراس السودانيين، أو عبر عربات «الكارو» التي تجرها الحمير، حيث يعمل الكثير من الشباب في عملية إدخال العابرين بطرق غير رسمية، عبر سلك طرق ترابية تبعد قليلاً عن المعبر، ولكن يبدو أنها تتم بتنسيق ما بين أفراد حراسة المعبر وأصحاب عربات «الكارو»، إذ يرشد أفراد الحراسة العابرين باللجوء إلى تلك الوسيلة لتفادي منع الدخول عبر المعبر الرسمي والتحايل على قرار إغلاق الحدود.
قرار
استفسرت «البيان» من بعض أفراد الحراسة من الجانب السوداني، حول منع السودانيين تحديداً، فأكدوا أن القرار صادر من الجهات العليا بالدولة، من قبل اندلاع الحرب، ولم يصدر قرار بعد بفتح الحدود، وقالوا إنهم يسمحون فقط للإريتريين العائدين إلى بلادهم، وأثناء الوقوف بمعية العناصر النظامية ببوابة المعبر، لاحظت «البيان» حركة دخول من وإلى السودان لبعض سيارات «التاكسي»، غير أن أفراد الحراسة رفضوا الإدلاء بتصريح يوضح الأمر، وعلمت لاحقاً أن هناك تنسيقاً يتم بين أفراد الحراسة وبعض سائقي سيارات النقل «التاكسي» بالسماح لهم بالدخول بمقابل معلوم بين الطرفين.
وعلى الجانب الإريتري من معبر «اللفة»، ينشط العاملون بإدارة الجوازات في تسهيل إجراءات الدخول للسودانيين، بغض النظر عن الطريقة أو الوسيلة التي دخلوا عبرها، فهناك قرار صادر من الرئيس الإريتري بالسماح للسودانيين الفارين من الحرب بالدخول دون قيد أو شرط، ومنحهم الإقامة 6 أشهر قابلة للتجديد.
من ناحية مغايرة، ظل مئات السودانيون عالقون في مدينتي القلابات السودانية، والمتمة الإثيوبية بسبب نزاع مسلح نشب بين قوات «فانو»، التابعة للإقليم، والجيش الحكومي، ما تسبب في قطع الطريق بين مدينة قندر، والعاصمة أديس أبابا، وجهة اللاجئين السودانيين، فيما قادت الاشتباكات المسلحة بإقليم أمهرا الإثيوبي، السلطات السودانية لوقف إجراءات السفر إلى إثيوبيا عبر معبر «القلابات»، الذي يمثل منفذاً رئيساً للهاربين من الحرب بعد إغلاق المجال الجوي السوداني منذ منتصف أبريل الماضي (تاريخ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع).
وبحسب مصادر سودانية، فإن أكثر من 500 سوداني، عالقون في فنادق مدينتي قندر، وشهيدي، قرب الحدود السودانية، ما جعل سلطات الجوازات بولاية القضارف (شرقي السودان) توقف إجراءات السفر للمغادرين عبر إثيوبيا، أو المتجهين إلى أديس أبابا لحين استقرار الأوضاع الأمنية بإقليم أمهرا، وذكرت أن أمام السودانيين العالقين خيارين إما العودة إلى السودان عبر معبر «القلابات» أو الانتظار إلى حين هدوء الٲوضاع في إثيوبيا.
تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز