اقتصاد

غرفة الصناعات النسيجية: توطين صناعة الكتان يحتاج خريطة متكاملة



05:45 م


الخميس 21 أغسطس 2025

كتب- أحمد الخطيب:

قال محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إن الكتان يُعد محصولًا استراتيجيًا متنوع الاستخدامات، فهو يدخل في صناعات الغزل والنسيج، وزيوت الطعام، وأعلاف الدواجن والمواشي، مما يجعله واحدًا من المحاصيل الرئيسية القادرة على تعظيم القيمة المضافة للاقتصاد القومي.

كان كامل الوزير وزير الصناعة والنقل وعلاء فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية قد أعلنا في اجتماع مشترك أمس بدء دراسة شاملة لتوطين صناعة الكتان وتطوير سلاسل إنتاجه، بما يضمن الاستفادة من كل مكوناته وتحقيق أقصى قيمة اقتصادية منه.

وأوضح المرشدي، خلال حديثه مع “مصراوي” أن استغلال هذه الفرصة يتطلب تنسيقًا حكوميًا على أعلى مستوى، مقترحًا عقد اجتماع يضم وزراء الصناعة والري والزراعة، لوضع خريطة متكاملة لزراعة وإنتاج الكتان، حتى لا نفاجأ بأن وزارة الري تقلص المقننات المائية.

بينما هذا المحصول يعتمد بالأساس على المياه، وله استخدامات متعددة سواء في الصناعات النسيجية أو في الصناعات الغذائية من خلال زيت وبذور الكتان التي تدخل أيضًا في أعلاف الدواجن والمواشي.

وأشار إلى أن تجربة شركة “الكتان والزيوت” في طنطا خير دليل على قدرة هذا المحصول على خدمة الصناعة، حيث كانت تعتمد لسنوات على إنتاج الفلاحين في المنطقة. لكنه أشار إلى أن تراجع زراعة الكتان خلال السنوات الأخيرة ارتبط بعدم الاهتمام الكافي من وزارة الري وقلة المياه المخصصة له.

مكانة بالأسواق الدولية

وتابع المرشدي أن الحديث عن توطين صناعة الملابس بشكل مباشر غير دقيق، فالملابس الجاهزة هي المرحلة النهائية ولا تضيف قيمة اقتصادية كبيرة، بينما القيمة الحقيقية تكمن في الصناعات الأساسية مثل الغزل، وإنتاج الأقمشة، والصباغة، والطباعة، والتجهيز.

موضحًا أن هذه الصناعات توفر مدخلات إنتاج محلية لمصانع الملابس وتحد من الاعتماد على الاستيراد، كما يعزز تنافسية الصناعة المصرية في التصدير.

وأضاف المرشدي أن منتجات الكتان تتمتع بخصوصية عالية في الأسواق العالمية، فهي ليست سلعة شعبية، وإنما لها مستهلك ذو ذوق خاص يقدر قيمتها، وهو ما يمنح مصر فرصة قوية في هذا المجال.

وأشار رئيس غرفة الصناعات النسيجية إلى أن تركيا والصين تتجهان بالفعل للاستثمار في مصر للاستفادة من الاتفاقيات التجارية التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وتسمح لاتفاقيات بدخول المنتجات المصرية إلى الأسواق الأوروبية برسوم جمركية صفرية، و10% رسوم جمركية إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم تستطع تركيا أو الصين تحقيقه بشكل مباشر، وبالتالي تلجأ لنقل صناعاتها إلى مصر لتحقيق ميزة تنافسية تصل إلى إلغاء رسوم كانت تبلغ نحو 36%.

الزراعة نقطة الإنطلاق

وأكد المرشدي أن البداية الحقيقية لتوطين صناعة الغزل والنسيج يجب أن تنطلق من الزراعة، عبر التوسع في زراعة الكتان، وزراعة الأقطان القصيرة والمتوسطة التيلة التي تحتاجها الصناعة فعليًا.

أما القطن طويل التيلة، فعلى الرغم من شهرته التاريخية، فإن الطلب العالمي عليه لا يتجاوز 2% من حجم الخامات المستخدمة في صناعة الغزل والنسيج، بحسب تقرير الاتحاد الدولي للغزل والنسيج، في حين تمثل الألياف الصناعية اليوم نحو 55% من حجم الخامات عالميًا.

وشدد المرشدي على أن مصر يجب أن تزرع ما تستطيع تصنيعه وتصديره، بحيث يوجه القطن طويل التيلة بالقدر اللازم للاستخدام المحلي والتصدير المحدود، مع التركيز الأكبر على الأقطان القصيرة والمتوسطة والكتان، لضمان تلبية احتياجات الصناعة، وتعظيم القيمة المضافة محليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى