اقتصاد

كيف ستتأثر أسعار النفط بعد قرار “أوبك+” زيادة الإنتاج في أغسطس؟



04:05 م


الإثنين 07 يوليه 2025

كتبت- دينا كرم:

قال خبيران بقطاع البترول والاقتصاد تحدث إليهم “مصراوي”، إن الزيادة التي أقرتها “أوبك+” برفع الإنتاج مقدار 548 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس المقبل، من شأنها الضغط على أسعار النفط في الفترة المقبلة، كما أن المنظمة تراهن على امتصاص السوق لكمية المعروض الإضافية خلال الفترة المقبلة.

كانت مجموعة “أوبك+” قد أعلنت في بيان لها السبت الماضي، قرارها بزيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أغسطس 2025، مع إمكانية إيقاف هذه الزيادة أو تعديلها في حال طرأت تغيرات في السوق العالمية.

وكانت هذه الدول اتفقت في ديسمبر 2024 بالبدء التدريجي لزيادة الإنتاج اعتباراً من الأول من أبريل 2025 بحدود 137 ألف برميل يومياً في للشهر عينه، ومن ثم تزداد الكميات تباعاً حتى ينتهي التخفيض الطوعي في سبتمبر 2026.

لكن هذه الدول عادت واجتمعت بعدها بيومين وقررت مضاعفة الزيادة لتكون 411 ألف برميل يومياً بدلاً من 205 آلاف برميل يومياً المتفق عليها سابقاً للأشهر التالية، وطبقت هذه الزيادة خلال مايو ويونيو ويوليو.

اختبار مرونة السوق

قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن قرار منظمة “أوبك+” بزيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس المقبل يأتي في إطار اختبار مرونة السوق، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.

وأضاف القليوبي أن “أوبك+” اتخذت هذا القرار بعد فترة من الاضطرابات التي أثرت على حركة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز، نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وهو ما دفع المنظمة إلى تعزيز الإنتاج لتأمين الإمدادات وزيادة المعروض في الأسواق الأوروبية والغربية.

وأوضح القليوبي “لمصراوي” أن هذه الزيادة من شأنها أن تساهم في كبح جماح الأسعار، حيث لم تتجاوز أسعار النفط حاجز 67 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى أن المنظمة تراهن على امتصاص السوق لكمية المعروض الإضافية خلال الفترة المقبلة، مع احتمالات استعادة التوازن تدريجيًا.

وأشار جمال أنه لا تزال حالة من الحذر تسيطر على قرارات “أوبك+”، في ظل الترقب لعودة الرسوم الجمركية الأميركية التي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أجل تطبيقها منذ أبريل الماضي، والمتوقع بدء تنفيذها مجددًا في أغسطس.

وأوضح أن التهديدات الجمركية التي أعلن عنها ترامب قبل أيام، والتي شملت إرسال إشعارات رسمية إلى عدد من الدول حول نسب الرسوم الجديدة، قد تؤثر على التعاقدات طويلة الأجل وتشكل ضغوطًا إضافية على أسعار النفط، مما دفع “أوبك+” إلى التريث وعدم التوسع بشكل مفرط في الزيادة الإنتاجية.

وأكد القليوبي أن القرار الأخير بزيادة الإنتاج هو بمثابة “جس نبض” للسوق، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات الاقتصادية، وعلى رأسها مدى تأثير تطبيق الرسوم الجمركية على التجارة العالمية وأسعار الطاقة.

الانخفاض محدود

قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن قرار تحالف “أوبك+” بزيادة إنتاج النفط بنحو 548 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أغسطس المقبل، من شأنه أن يحدث ضغوطًا على أسعار الخام عالميًا.

وأوضح معطي، لـ”مصراوي”، أن أسعار النفط أغلقت الأسبوع الماضي عند مستوى 67 دولارًا للبرميل، ومن المتوقع أن تؤدي زيادة المعروض إلى تراجع الأسعار لتتراوح بين 60 و65 دولارًا للبرميل.

وأضاف أن هذا الانخفاض المتوقع يعد تراجعًا طفيفًا لا يتجاوز 7 دولارات، ولن يشهد السوق هبوطًا حادًا، خاصة في ظل زيادة الطلب على الطاقة خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لاسيما في منطقة الخليج.

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من الكميات المضافة من الإنتاج سيتم امتصاصه بفعل ارتفاع الاستهلاك، مما يقلل من تأثير الزيادة على الأسعار.

واستبعد معطي أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، مرجحًا ألا تتجاوز مستويات 70 إلى 75 دولارًا للبرميل، وذلك في ظل توجهات الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط على شركات النفط الصخري لزيادة إنتاجها بهدف كبح التضخم، وبالتالي فإن أسعار النفط لن تشهد طفرات ملحوظة، بل ستظل تدور في نطاق محدود بين 60 و75 دولارًا للبرميل.

اقرأ أيضًا:

كيف ينعكس طرح بنيان على سوق المال والقطاع العقاري في مصر؟

تذبذب أسعار الذهب يربك حركة الشراء والبيع في السوق المصري.. ما الأسباب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى