اقتصاد

هل تنجح الحكومة في جذب مستثمرين من خلال إصدار صكوك محلية لأول مرة؟



05:56 م


الأحد 01 يونيو 2025

كتبت- أمنية عاصم؟

تسعى الحكومة المصرية لإصدار صكوك سيادية بالعملة المحلية لأول مرة، في خطوة تهدف إلى تنويع أدوات التمويل وجذب شريحة جديدة من المستثمرين، وتباين رأى الخبراء الذين تحدثوا لمصراوي، حول مدى قدرة هذا الصك على جذب مستثمرين.

ووفقًا لتصريحات وزير المالية المصري أحمد كجوك، تعتزم مصر طرح صكوك سيادية بالعملة المحلية لأول مرة في خلال 2025.

وقال محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، إن كلًا من الصكوك والسندات تعد أدوات دين تستخدمها الحكومات والمؤسسات لتمويل احتياجاتها، إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بينهما.

وأوضح نجلة، أن الصكوك تربط بأصل محدد، حيث تصدر لتمويل مشروع بعينه وترهن بهذا الأصل، على عكس السندات التي تعد دينًا عامًا على الجهة المصدرة دون ارتباط مباشر بأصل.

وفسر كلامه قائلًا : “إذا كانت هناك جهة ترغب في تنفيذ مشروع معين وتحتاج إلى تمويل، يمكنها إصدار صكوك مرهونة بهذا المشروع تحديدًا، بينما السندات لا تتطلب ذلك”.

وأشار نجلة، إلى أن العائد على الصكوك غالبًا ما يكون أقل من السندات، نظرًا لانخفاض مستوى المخاطر، حيث يشعر المستثمر بمزيد من الأمان بسبب ارتباط الدين بأصل ملموس؛ مما يسهم في تعزيز ثقة المستثمر في استرداد أمواله.

وفيما يتعلق باستخدامات الدول للصكوك والسندات، أكد نجلة، أن السندات غالبًا ما تستخدم لسد عجز الموازنة العامة، بينما تستخدم الصكوك لتمويل مشاريع محددة. كما أن الصكوك تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما يمنحها طابعًا خاصًا ويجعلها جاذبة لشريحة من المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في أدوات مالية متوافقة مع الشريعة.

وأضاف نجلة، أن سعي الحكومة لإصدار الصكوك محليًا يهدف إلى استقطاب شريحة جديدة من المستثمرين غير المتواجدين حاليًا في أدوات الدين التقليدية مثل الأذون والسندات، وهم العملاء المهتمون بالاستثمار وفقًا لأحكام الشريعة.

ونفى نجلة، أن تكون الصكوك حكرًا على المستثمرين العرب، مؤكدًا أن هذه الأداة المالية تحظى باهتمام كبير في الأسواق العالمية. وقال: “سوق الصكوك نشط جدًا في الغرب، وتحديدًا في بورصات مثل لندن، حيث يتم تداول صكوك بأحجام ضخمة، وهو ما يعكس جاذبيتها كمصدر تمويلي عالمي”.
ويرى محمد البلتاجي ، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، إن طرح صكوك بالعملة المحلية يعد أمرًا إيجابيًا حيث سبق وأن تم طرح صكوك بالعملة الأجنبية.

وأضاف البلتاجي، أن إصدار صكوك سيادية بالعملة الأجنبية يتوقع أن يجذب مستثمرين؛ بما سيؤدي إلى جذب رؤوس أموال إلى داخل السوق المحلي.

واختلف معه أحمد خزيم، الخبير الإقتصادي، حول مدى جاذبية تلك الصكوك للمستثمرين، أوضح أن إصدار الصكوك بالعملة المحلية ، لا يبدو منطقيًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، موضحًا أن تسويق هذه الصكوك سيتم داخل السوق المحلي فقط؛ نظرًا لعدم وجود طلب خارجي على الجنيه ، خاصة وأن مصر تعتمد في استيرادها وتصديرها على الدولار.

وتابع قائلاً: “لا أفهم طبيعة إصدار صكوك بالجنيه في هذا السياق، إذ إن المبرر الوحيد لها قد يكون سد عجز الموازنة، ولكن هذا الإصدار لن يلقى قبولاً خارجياً، لأنه لا توجد جهة أجنبية تطلب الجنيه المصري”.

وأكد أنه إذا كانت هناك نية لإصدار صكوك، فمن الأفضل أن تكون بالعملة الأجنبية خاصة أن مصر مطالبة بسداد ديون “يوروبوند” خلال شهر يونيو الجاري، وقبل نهاية العام المالي الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى