وزارة الاتصالات تشارك في المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي

02:08 م
الخميس 26 يونيو 2025
كتبت- آية محمد:
تشارك جمهورية مصر العربية، ممثلةً في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فعاليات المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في العاصمة التايلاندية بانكوك خلال الفترة من 24 إلى 27 يونيو الجارى، في إطار حرص مصر على الإسهام الفعّال في صياغة مستقبل دولي قائم على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وشاركت الوزارة في الاجتماع التأسيسي لشبكة الهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي “GNAIS”، في اليوم التمهيدي للمنتدى “24 يونيو” وذلك بصفتها عضوًا مؤسسًا في هذه الشبكة الدولية الناشئة.
وتُجسد هذه المشاركة الدور النشط الذي تضطلع به مصر كممثل للدول النامية الساعية إلى الاستفادة من الفرص التنموية الواعدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مع إدراك كامل للتحديات الأخلاقية والتنظيمية المصاحبة لهذه التكنولوجيا المتسارعة، والتي باتت حاضرة في كافة النقاشات الدولية المعنية بالذكاء الاصطناعي.
كما شاركت هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية نيابة عن عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى التي عقدت بعنوان “الحوار حول التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي”، والتي تناولت أهمية بناء جسور التعاون متعدد الأطراف وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول لوضع أطر تنظيمية وأخلاقية مشتركة، تكفل الاستخدام الآمن والعادل والشمولي لتقنيات الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
وأكدت، في كلمتها بالمنتدى، على أهمية توجيه الذكاء الاصطناعي نحو خدمة الإنسانية ككل، وليس فقط خدمة الأسواق أو الفئات المحدودة، مشددة على التزام مصر بتطوير وتوظيف الذكاء الاصطناعي بما يتسق مع مبادئ الكرامة والعدالة والدمج، وهي ذات المبادئ التي تقوم عليها توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تدعمها مصر بقوة.
وجاء في كلمتها: “في مصر، نؤمن أن العدالة في الذكاء الاصطناعي تبدأ بتحقيق العدالة في إتاحة الوصول، والقدرات، والمشاركة الفعّالة في وضع السياسات والمعايير العالمية. نواجه تحديات هيكلية تشمل فجوات البيانات، ومحدودية البنية التحتية الحاسوبية، والحاجة لتعزيز القدرات المؤسسية والقانونية، ولكننا لا نعتبرها عوائق، بل دعوات لتعاون أعمق يضمن أن تكون التكنولوجيا قوة للعدالة والازدهار الإنساني.”
وأضافت هدى، أن مصر تواصل جهودها من خلال تطبيق الإصدار الثاني من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي ترتكز على المبادئ الأخلاقية والتنمية الشاملة، إلى جانب استمرار العمل في مبادرات وطنية رائدة مثل “مبادرة أجيال مصر الرقمية” التي تُعنى بتأهيل الكوادر في مختلف المراحل العمرية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والسياسات العامة ذات الصلة، مع تركيز خاص على الأبعاد الأخلاقية والتأثير المجتمعي.
كما أشارت إلى استثمارات مصر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة كالكشف المبكر عن الأمراض في المناطق النائية، ومجال الزراعة الذكية، ومعالجة اللغة العربية لتعزيز الشمول الرقمي والثقافي.
وأكدت بركة على أهمية تعزيز التعاون الدولي في خمسة مجالات رئيسية تشمل: توسيع الوصول إلى البنية التحتية والنماذج مفتوحة المصدر، وتعزيز تبادل المعرفة بين دول الجنوب، والمشاركة الفاعلة في صياغة المعايير العالمية، وتقديم الدعم الفني لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاستثمار المشترك في مراكز أبحاث وابتكار إقليمية تركز على التطبيقات الحكومية والعدالة الاجتماعية والتكيف مع التغيرات المناخية.
وشاركت الوزارة أيضًا في اليوم الأول من المنتدى في جلسة رفيعة المستوى تحت عنوان “من تقييم الجاهزية إلى تعزيز القدرات المؤسسية والفنية والبشرية في مجال الذكاء الاصطناعي”، والتي تستعرض تجارب الدول التي أتمّت تطبيق منهجية تقييم الجاهزية الخاصة باليونسكو “RAM”، أو التي تعمل حاليًا على تنفيذها.