أعراضه تدمر الجسم.. لماذا يسمى الفشل الكلوي بالقاتل الصامت؟

06:15 م
الجمعة 27 يونيو 2025
كتب – سيد متولي
يُوصف الفشل الكلوي بأنه “قاتل صامت”، وهذه العبارة ليست مجرد عنوان درامي، بل إنه يختبئ خلف مرأى الجميع، مسببًا الضرر بهدوء بينما تستمر الحياة كالمعتاد، على عكس مشكلات القلب التي تعلن عن نفسها بألم في الصدر أو صعوبة في التنفس، غالبًا ما تكون مشاكل الكلى خافتة.
ولا يُدرك الكثيرون وجود مشكلة إلا بعد وقوع الضرر، وما يزيد الأمر إثارة للقلق هو مدى تأثير الكلى العميق على أجهزة الجسم بأكملها، بدءًا من تصفية الفضلات ومرورًا بالحفاظ على ضغط الدم، وحتى إنتاج هرمونات مهمة، إليك خمسة أسباب مهمة تجعل الفشل الكلوي يستحق لقب القاتل الصامت، بحسب تايمز أوف إنديا.
لأن الجسم يستمر في “التكيف”
من أكثر الأمور المضللة في الفشل الكلوي قدرة الجسم على التكيف، فعندما تبدأ الكلى بفقدان وظيفتها تدريجيًا، تتدخل أعضاء أخرى بهدوء للتعويض، فيتولى الكبد بعض مهام إدارة الفضلات، وتتكيف كيمياء الدم قليلًا، وتُعاد توجيه الطاقة، هذا يعني أن أعراضًا مثل التعب والغثيان والانتفاخ حول العينين قد تظهر، ولكن يتم تجاهلها على أنها إجهاد أو قلة نوم أو حتى مجرد وجبة دسمة، في كثير من الحالات، لا يكتشف الناس مشاكل الكلى لديهم إلا عندما تنخفض وظائفها إلى أقل من 15%، يمكن أن تفقد الكلى ما يصل إلى 90٪ من وظيفتها دون ظهور أعراض واضحة، وهذا ليس مبالغة، بل هو حقيقة موثقة طبيا وتزيد من الخطر.
لأن معظم الناس لا يربطون الأعراض ببعضها
طعم معدني مستمر في الفم، حكة غير مبررة، تورم في القدمين، قد تبدو هذه الأعراض غير مرتبطة ببعضها، لكنها علامات شائعة على تراجع وظائف الكلى، على عكس ألم الصدر الناتج عن مشاكل القلب أو ضيق التنفس الناتج عن مشاكل الرئة، نادرًا ما تبدو الأعراض المتعلقة بالكلى مُلحة.
غالبًا ما يؤدي تشتت الأعراض إلى سوء التشخيص أو الإهمال، على سبيل المثال، عادةً ما تُعالج الحكة بالكريمات، وليس بفحوصات الدم، أو يُعزى التورم إلى تناول الملح أو ضعف الدورة الدموية، وليس إلى فشل كلوي.
من أوائل علامات مشاكل الكلى تسرب البروتين في البول، ولكنه لا يسبب ألمًا، قد تكشف فحوصات البول الدورية هذا الأمر، لكنها لا تُعدّ جزءًا من الفحوصات العامة لمعظم الأشخاص الأصحاء.
لأن تلف الكلى لا يبدأ دائمًا بأمراض الكلى
هناك جانبٌ آخر مُعقّد؟ لا يبدأ الفشل الكلوي دائمًا في الكلى، غالبًا ما يبدأ بارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، أو حتى الاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين، لكن هذه لا تُعتبر “مشاكل في الكلى” إلا بعد فوات الأوان.
على سبيل المثال، قد لا يُخبر شخص يُعاني من ارتفاع سكر الدم أن ذلك قد يُلحق الضرر بوحدات الترشيح الدقيقة في الكلى، أو قد لا يُحذر شخص يتناول مسكنات ألم المفاصل يوميًا من التآكل الخفي الذي يحدث داخل الكلى.
يُعد اعتلال الكلية السكري – وهو تلف الكلى الناجم عن داء السكري – السبب الرئيسي لمرض الكلى المزمن (CKD) عالميًا، ولكنه يتطور ببطء وهدوء على مر السنين، وغالبًا ما لا تظهر عليه أي أعراض حتى يُلحق ضررًا بالغًا.
لأن حتى الفحوصات الروتينية لا تنظر دائمًا إلى وظائف الكلى
تُركّز معظم الفحوصات الصحية على الكوليسترول، وسكر الدم، وضغط الدم، ووظائف الكبد، لكن فحوصات وظائف الكلى – مثل الكرياتينين في المصل أو معدل الترشيح الكبيبي – غالبًا ما تُهمَل إلا في حال وجود مشكلة معروفة، وهذا يُؤدّي إلى فجوة كبيرة في الكشف المُبكر.
هنا يصبح الصمت خطيرًا، قد يظن الشخص أنه يتمتع بصحة جيدة لمجرد أن فحوصاته الأساسية سليمة، بينما تتدهور وظائف كليتيه بهدوء في الخلفية.
لأن الأعراض عندما تظهر، فإنها تضرب بقوة وبسرعة
الضربة القاضية في هذه القصة الصامتة هي سرعة انهيار الأمور بمجرد ظهور الأعراض، فعندما تفشل الكلى، يُغمر الجسم بالسموم، وقد يؤدي هذا إلى ارتباك ونوبات صرع ومشاكل في القلب خلال أيام أو أسابيع.
ويصبح غسيل الكلى أو زراعة الكلى الخيار الوحيد في تلك المرحلة، ومع ذلك، يصل الكثيرون إلى هذه المرحلة دون أن يدركوا وجود مشكلة، وهنا تكمن المفارقة القاسية – يدوم “الصمت” لسنوات، لكن الأزمة تنفجر بين عشية وضحاها، قد يحدث أيضًا فشل كلوي مفاجئ، يُسمى إصابة كلوية حادة (AKI)، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى أو أدوية أو جفاف، في مثل هذه الحالات، لا يتوفر وقت كافٍ للاستجابة إذا لم تكن صحة الكلى مُراقبة مسبقًا.
ما الذي يمكن فعله لمنع الفشل الكلوي؟
فيما يلي بعض الخطوات الحقيقية التي يمكن أن تحمي الكلى بهدوء قبل أن تتوقف عن العمل:
إجراء فحوصات منتظمة للبول والدم تتضمن علامات الكلى، وخاصة للأشخاص المصابين بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو استخدام مسكنات الألم بشكل متكرر.
الترطيب بحذر: شرب الماء ضروري، ولكن الإفراط في الترطيب أو استخدام مشروبات “إزالة السموم” دون توجيه طبي يمكن أن يكون له آثار ضارة.
تجنب الأدوية غير الضرورية المتاحة دون وصفة طبية، وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين أو الديكلوفيناك، ما لم يصفها الطبيب.
من خلال مراقبة ضغط الدم وسكر الدم بشكل منتظم، تعمل الكلى على الحفاظ على قراءات مستقرة.
لا ينبغي أبدًا تجاهل إشارات الجسم غير العادية، أو التعب غير المبرر، أو التورم، أو التغيرات في أنماط التبول.
اقرأ أيضًا:
عادات يومية قد تدمر كبدك بصمت.. تجنبها فورا
“الكركم المضيء والكتافاست”.. استشاري نفسي يحذر من تحديات التيك توك
احذر تسخين الخبز بهذه الطريقة.. 3 أضرار أبرزها الإصابة بالسرطان
طبيب يحذر من علامات تحول الدجاج لوجبة سامة- لا تتجاهلها
لونها أخضر.. 4 أطعمة تحارب السرطان وتحمي قلبك وتقوي دماغك