منوعات

بين الأحلام والواقع.. هل يختفي الحب بعد الزواج؟



02:30 م


الأربعاء 20 أغسطس 2025

كتب- أحمد الضبع
في محيطنا ودوائر معارفنا، لا تخلو الذاكرة من عشرات القصص الغرامية التي بدأت كحكايات أسطورية، لشريكين يعيشان نشوة العشق ويتحديان المجتمع والظروف ليكللا حبهما بالزواج، لكن وبعد سنوات قليلة داخل عش الزوجية، نفاجأ بهما واقفين على أعتاب محاكم الأسرة، وسط آلاف الوقائع المشابهة، لتطفو على السطح أسئلة حائرة أين تبخر ذلك الحب الطاغي؟ وهل حقا يختفي بمجرد عبور عتبة الزواج؟

الباحث في علم النفس محمد النحاس، أجاب على تلك التساؤلات، موضحًا أن الحب الرومانسي المشتعل خلال فترة الخطوبة وأول عامين من الزواج كثيرا ما يتراجع بشكل ملحوظ؛ إذ يعبر الأزواج عن المحبة أقل بحوالي النصف مقارنة بالفترة الأولى.

وأوضح “النحاس” في تصريحات لـ”مصراوي” أن الفترات الأولى من الزواج المعروفة بـ”مرحلة شهر العسل” تتميز بوفرة هرمونات مثل الدوبامين التي تغمرنا بالإثارة والحماس، لكن هذه الحالة لا تدوم، فتبدأ المشاعر بالشيوع أكثر نحو علاقة صداقة مريحة، ما يجعلها تبدو أقل حرارة بمرور الوقت.

وبين أن فقدان الحب عملية متدحرجة تبدأ بتراكم المشكلات مثل النقد والخلافات المتكررة والمقارنات المستمرة، وفقدان الثقة أو الانجذاب، مشيرا إلى أن المودة والرحمة بين الزوجين هي التي تبدد أي خلاف وتعزز الشعور بالاستقرار والرضا.

وأشار إلى أن الشعور بفقدان الحب بعد الزواج قد يحدث نتيجة تفاوت في التوقعات والتكيف مع الحياة الزوجية الجديدة، موضحا أن الكثيرين يدخلون مرحلة الزواج بأفكار مثالية غير واقعية، ومع مواجهة الروتين وضغوط الحياة اليومية، تبدأ الشرارة في الخفوت تدريجيا.

وأضاف أن افتقاد التواصل العميق والوقت المشترك قد يساهم في هذا التباعد العاطفي، لكن لأمر قابل للعكس بسهولة، من خلال تجديد الشعور بالمودة والرومانسية، والتخطيط لأنشطة مشتركة تلقى القبول والاستمتاع من الطرفين.

واختتم بالإشارة إلى أنّ الحب شيء وضعه الله في قلوبنا ولا نملك تعطيله أو الاستغناء عنه، فمن غير المنطقي القول بأنه اختفى، لكن أحيانا يدفعنا الغضب إلى اتخاذ قرارات من وراء قلوبنا نندم عليها بعد فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى