جريمة سرقة تُشبه الأفلام.. 30 مليون دولار تختفي من منشأة لتخزين الأموال
05:00 م
الأربعاء 17 أبريل 2024
كتبت- أميرة حلمي:
في حادثة لا تصدق، هزت جريمة سرقة كبرى مدينة لوس أنجلوس، حيث تمكن لصوص من اختراق منشأة لتخزين الأموال تابعة لشركة GardaWorld في سيلمار والاستيلاء على مبلغ ضخم قدره 30 مليون دولار نقدًا، في واقعة تُعدّ الأكبر من نوعها في تاريخ المدينة.
شركة GardaWorld الكندية من الشركات الرائدة في مجال تخزين ونقل الأموال النقدية، وتضمن لعملائها أقصى درجات الأمان لحفظ أموالهم، وتُعرف مرافقها بأنها من أكثر الأماكن تحصينًا في العالم، إذ يتم تجهيزها بأحدث أنظمة المراقبة والحراسة، بما في ذلك العشرات من الحراس وأجهزة الإنذار وكاشفات الحركة، وذلك بحسب موقع central odditty.
ومع ذلك، وبما يشبه سيناريوهات أفلام هوليوود، تمكن مجهولون من التغلب على كلّ هذه الإجراءات الأمنية المُحكمة، والوصول إلى داخل المنشأة دون أن يلاحظهم أحد، ليُقدموا على سرقة مبلغ 30 مليون دولار نقدًا ويختفوا دون أيّ أثر.
تحقيقات حثيثة وغموض يكتنف الواقعة
تُواصل شرطة لوس أنجلوس (LAPD) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيقاتهما المكثفة لكشف ملابسات هذه السرقة المُذهلة التي حدثت في عيد الفصح.
ويبذل المحققون قصارى جهودهم لفهم كيفية تمكن اللصوص من تنفيذ جريمتهم المُتقنة، بدءًا من دخولهم إلى المنشأة دون إثارة أيّ إنذارات، مرورًا بفتح الخزائن دون ترك أيّ دليل، وصولًا إلى هروبهم مع مبلغ هائل من المال دون أن يراهم أحد.
يُشير المحققون إلى أنّ عملية السرقة هذه تتطلب مهارات وخبرات استثنائية، بالإضافة إلى معلومات دقيقة حول أنظمة الأمن في المنشأة.
وصرح راندي ساتون، محقق شرطة سابق مختص بقضايا السطو المُتطورة، لوكالة أسوشيتد برس قائلاً: “إنّ التخطيط لهذه العملية يتطلب جهدًا هائلاً ومعرفة عميقة بكيفية اختراق أنظمة الأمان والمراقبة.”
تساؤلات حول مصير الأموال المسروقة
لا تزال كيفية دخول اللصوص إلى منشأة GardaWorld غامضة ففي البداية، رجّحت بعض التقارير أنهم دخلوا عبر السطح، بينما تشير روايات أخرى إلى حفرهم لنفق تحت الأرض، كما تُظهر صور جوية للمنشأة جزءًا من المبنى مُغلقًا، لكن لم يتمّ تأكيد ما إذا كان هذا الضرر قد حدث قبل أو بعد عملية السرقة.
يُمثلّ الإفلات بمبلغ 30 مليون دولار نقدًا تحديًا كبيرًا بحدّ ذاته. فوزن مليون دولار من فئة 100 دولار فقط يُقدّر بنحو 22 رطلاً (10 كيلوجرامات)، بينما قد يصل وزنه إلى 250 رطلاً (115 كيلوجرامًا) في حال تنوعت فئات العملات. وبالتالي، فإنّ حمل هذا المبلغ الضخم وخروجه من المنشأة دون إثارة الشكوك يُعدّ أمراً غريباً.
يُرجّح الخبراء أنّ تعقب الأموال المسروقة سيكون شبه مستحيل، نظرًا لأنّها مصدرها على الأرجح شركات وليست خزائن حكومية. ويوضح سكوت سيلبي، المحامي المُختص بقضايا السطو في لوس أنجلوس، لشبكة إن بي سي لوس أنجلوس قائلاً: “بما أنّ الأموال تأتي من مصادر متعددة، فلا توجد طريقة لمعرفة الأرقام التسلسلية للعملات، وبالتالي لا يمكن مراقبتها أو تتبع مسارها.”