دراسة: الاكتئاب قد ينتقل بين الأزواج عبر بكتيريا الفم

01:00 ص
الإثنين 26 مايو 2025
يمكن أن ينتشر الاكتئاب والقلق بين الأزواج من خلال بكتيريا الفم المشتركة؛ فقد أظهر الأزواج الأصحاء، في دراسة حديثة، أعراضاً متزايدة للصحة النفسية بعد 6 أشهر فقط من زواجهم من شريك مكتئب.
وتبدو النساء أكثر عرضة لانتقال هذه البكتيريا، فقد شهدت الزوجات تغيرات أكثر وضوحاً في كل من ميكروبيوم الفم والصحة النفسية لديهن.
ووفق “ستادي فايندز”، قد يُغير هذا البحث كيفية تعاملنا مع الصحة النفسية في العلاقات، وقد يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى النظر في معاملة كلا الشريكين كوحدة واحدة بدلاً من التركيز على الأفراد كل على حدة.
بكتريا الفم
وفي الدراسة التي أجريت على أزواج جدد في إيران، وجد الباحثون أنه عندما يعاني أحد الزوجين من الاكتئاب والقلق، فإن بكتيريا فم شريكه تتغير لتعكس بكتيريا فمه.
ومع تغير هذه الميكروبات، يتغير مزاج الشريك السليم وأنماط نومه.
النمط الظاهري للاكتئاب والقلق
وبعد 6 أشهر فقط من الزواج، أظهر الأزواج، الأصحاء سابقاً، معدلات أعلى بكثير من الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم إذا كان شريكهم يعاني مما أسماه الباحثون “النمط الظاهري للاكتئاب والقلق”؛ أي أن الشخص يعاني من الحالتين في وقت واحد إلى جانب الأرق.
وقام فريق البحث، بقيادة الباحث المستقل رضا راستمانش، بتتبع الأزواج المتزوجين لمدة 6 أشهر في المتوسط.
واستعان الفريق بـ 1740 زوجاً من عيادتين خاصتين متخصصتين في اضطرابات النوم في طهران بين فبراير وأكتوبر 2024، وقارنوا 268 زوجاً سليماً مع 268 شريكاً يعانون من الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم.
وخضعت المجموعتان لاختبارات معيارية للصحة النفسية، وقدمت عينات من اللعاب لقياس هرمونات التوتر، وتم تحليل بكتيريا الفم لديهم باستخدام تقنيات متقدمة لتسلسل الحمض النووي.
وكان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو ما حدث لبكتيريا الفم لديهم. فقد بدأ ميكروبيوم الفم – أي مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الفم – لدى الأزواج الأصحاء يشبه ميكروبيوم شركائهم المصابين بالاكتئاب والقلق.
عائلات بكتيرية محددة
وباستخدام تقنية تُسمى التحليل التمييزي الخطي، وجد الباحثون أن عائلات بكتيرية محددة مثل: المطثيات، والفيونيلا، والعصوية، واللاخنوسبايراسيا ازدادت وفرتها لدى كلا الشريكين.
وهذه البكتيريا ليست عشوائية. فقد ربطت أبحاث سابقة هذه الكائنات الدقيقة نفسها باضطرابات الدماغ، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.
ويعتقد العلماء أن هذه البكتيريا قد تؤثر على الدماغ من خلال إضعاف الحاجز الدموي الدماغي أو من خلال ما يُسمى “محور ميكروبيوتا الفم والدماغ” – وهو في الأساس مسار اتصال بين بكتيريا الفم والدماغ.
واستند البحث إلى أدلة دامغة من دراسات سابقة أجريت على الحيوانات، حيث نجح العلماء في نقل سلوكيات شبيهة بالاكتئاب إلى فئران سليمة عن طريق زرع بكتيريا معوية من حيوانات مصابة بالاكتئاب.