منوعات

دراسة حديثة: اضطرابات النوم قد تنبع من أمعائك



02:00 ص


السبت 16 أغسطس 2025

في تطور علمي قد يعيد رسم خريطة علاج اضطرابات النوم، كشفت دراسة نُشرت في دورية General Psychiatry أن السبب الكامن خلف معاناة الملايين من الأرق قد لا يكون القلق أو المشاكل النفسية فحسب، بل البكتيريا التي تعيش داخل الأمعاء، المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي.

قاد الدراسة فريق من الباحثين الصينيين برئاسة البروفيسور شانغيون شي من جامعة نانجينغ الطبية، حيث قاموا بتحليل بيانات تعود إلى أكثر من 386 ألف شخص يعانون من الأرق، إلى جانب مقارنة هذه المعلومات بنتائج ميكروبيومية مستقاة من قرابة 26 ألف مشارك، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل”.

علاقة مباشرة بين بكتيريا الأمعاء وجودة النوم

الدراسة أوضحت أن هناك رابطاً واضحاً بين توازن الميكروبيوم المعوي ومعدلات الإصابة بالأرق فقد تم تحديد 14 نوعاً من البكتيريا ترتبط بزيادة احتمالية حدوث الأرق، في حين أن وجود 8 أنواع أخرى كان له تأثير وقائي، أي أنها ساعدت في خفض خطر الإصابة به.

الأرق يؤثر أيضاً على بكتيريا الأمعاء

ومن المثير أن نتائج التحليل أظهرت أن العلاقة بين الأرق والميكروبيوم ثنائية الاتجاه؛ فكما أن بعض أنواع البكتيريا قد ترفع أو تقلل من احتمالية الأرق، فإن الأرق نفسه يؤثر سلباً على التوازن البكتيري.

فقد تبين أن بعض الأنواع المفيدة من البكتيريا تقلّ بنسبة تصل إلى 79% لدى المصابين بالأرق، في حين تضاعف نمو أنواع أخرى بأكثر من أربع مرات.

البكتيريا التي تعزز النوم

ركزت الدراسة على نوع محدد من البكتيريا وهو Odoribacter، والذي لوحظ أن تواجده بمستويات جيدة يرتبط بتحسين صحة الأمعاء، وانخفاض مؤشرات الالتهاب، وتقليل فرص الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني والسمنة.

يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام استراتيجيات علاجية جديدة للأرق، تقوم على تعديل تركيبة بكتيريا الأمعاء عبر وسائل مثل:

المكملات الحيوية (البروبيوتيك)

الألياف المغذية للبكتيريا النافعة (البريبايوتيك)

أو حتى استخدام تقنيات زراعة الميكروبيوم لتحسين صحة الأمعاء والنوم في آنٍ معاً.

تحفّظات وتحديات

رغم الأهمية الكبيرة لهذه النتائج، إلا أن الباحثين حذّروا من بعض القيود. فجميع المشاركين في العينة كانوا من خلفيات أوروبية، مما قد يحدّ من قابلية تعميم النتائج على سكان مناطق أخرى من العالم. كما أن أنماط الحياة مثل النظام الغذائي، والنشاط البدني، لم تُؤخذ في الحسبان بشكل دقيق، وهي عوامل قد تؤثر أيضاً على الميكروبيوم والنوم.

ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، يعاني ما يقارب ثلث البريطانيين من الأرق بشكل منتظم، وهي نسبة مماثلة لتلك المسجلة في الولايات المتحدة، مما يجعل نتائج هذه الدراسة ذات أهمية خاصة للقطاع الصحي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى