قضايا خلع “لأسباب تافهة” أمام المحاكم.. ما السبب؟
01:00 م
الثلاثاء 13 يونيو 2023
كتبت- أسماء العمدة
إذا قررت أخذ جولة في أوراق قضايا الخلع المنظورة أمام محاكم الأسرة بمختلف دوائرها، فبالطبع لا تخلو من “الأسباب الغريبة والتافهة” ولعل منها على سبيل المثال لا الحصر، سيدة تطلب الخلع من زوجها بعد شهرين من الزواج لأنها اكتشفت أنه مدمن رنجة، ليس هذا فحسب بل يأكلها قبل النوم.
وأيضا من أغرب القضايا سيدة تشكو بأن زوجها يبكي كالأطفال كلما اقترب منها، وقالت: “أنا ماكنتش عايز أتجوز، ووالدتي أرغمتني على ذلك”.
وكذلك فتاة تطلب الخُلع لأن زوجها يريد منها ارتداء عدسات لاصقة ملونة، وكذلك أخرى تريد الخُلع لأنه لا يحضر لها هدايا في مناسبتهما المختلفة.
وأيضا فتاة أخرى ترى أن زوجها “دقة قديمة” وتقول في طلب الخلع: “جوزي بقي دقة قديمة كان بيخليني أشرب شيشة قبل الجواز.. وتزوجت بزوج متخلف ورجعي، حيث تبدلت كل أحواله معي بعد الزواج، وأصبح يختلق المشاكل ومحاصرتي في كل شيء، لدرجة أنه كان يمنعني من التدخين”.
لخصوصية القضايا المنظورة أمام المحاكم، فلن نذكر أسماء أو دوائر القضايا أو أطراف بعض ما ذكرناه بالأعلى، غير إن ما يهمنا هو التفسير النفسي لأغرب القضايا التي تخرج علينا بين الحين والآخر.
الدكتورة إيمان عبدالله استشاري العلاقات الأسرية ترى أن غياب ثقافة التفاهم والحوار الراقي بين الزوجين، واتخاذ الخلع وسيلة لأي امرأه أو لأي سبب، كنوع من أنواع حل المشكلة، سبب زيادة مثل هذه القضايا “الغريبة” أمام المحاكم.
وتقول لـ”مصراوي” أن الشريعة الإسلامية أعطت المرأة حق الخلع في حالات محددة، لكن بعض الفتيات تختاره كرخصة في غير محلها، فبالتالي تهدد الأسرة وكيان المجتمع واستقراره.
وترى استشاري العلاقات الأسرية أن هناك بعض الأسباب للجوء المرأة إلى الخلع لأسباب بسيطة جدا وغريبة، ولعل أبرزها:
– الاستقواء بالجانب المادي بعد خروجها إلى العمل، “مبقاش فارق معاها تاخد حاجة من زوجها ومس هتستنى نفقة”.
– انخفاض الوازع الديني عند المرأة واستسهال هذه الطريقة ما يدل على إن ليس لديها ثقافة دينية.
– انعدام المعرفة والثقافة بالحياة الزوجية، وعدم التأهيل قبل الزواج ولا التعرف على المشاكل السيكولوجية والاجتماعية في الزواج.
– قلة مجالس الصلح وعدم احترام كبار العائلات، وحكم من أهله وحكم من أهلها، وأصبح من السهل أن تقول الأم لابنتها: “ما تخلعيه والدنيا سهلة وما فيش أي مشكلة”.
– عدم المسؤولية من أحد الأطراف، وتقمص حالات المسلسلات والسوشيال ميديا، الذي توهم بأن الحرية ثمنها غالِ جداً وحريتك وشغلك أهم بكثير من أسرتك ومن حياتك.
– عدم القدرة على علاج المشاكل بشكل قوي، ولا يوجد فكرة بأن الزواج بني على الرحمة والمودة.
– الأمراض المجتمعية والتغيرات التي تتبنى الجيل الجديد الذي لا يوجد نموذج تربوي لديه، لأن معظمهم من أسر مفككة، إذا ينشأون على مشاعر الاستهانة بالموضوع والإهمال الشديد.
– انعدام الخطط والجهل بمعلومات حل الخلافات الزوجية، وأصبحت ثقافة إلكترونية سائدة أدت إلى الخرس الزواجي والانفصال النفسي في الحالات الزوجية، فكل طرف يعيش في عالمه الافتراضي.
وحذّرت أخصائي العلاج النفسي، أن استسهال المرأة للجوء لقضايا الخلع لأسباب بسيطة جدا لا تستدعي ذلك، إذ يسبب اضطرابات نفسية للأطفال تؤثر على حياتهم بالكامل.