منوعات

“ليه العروسة بتلبس طرحة بيضاء؟”.. اعرف أصل هذا التقليد



07:30 م


الثلاثاء 01 يوليه 2025

كتبت- أسماء العمدة:

الطرحة البيضاء للعروس، هذا الرمز الأنيق الذي يضيف لمسة من السحر والغموض على إطلالة العروس في يوم زفافها، له تاريخ طويل وغني يمتد عبر قرون وثقافات متعددة، لم تكن الطرحة دائمًا بيضاء، ولم تكن دائمًا ترمز لنفس المعاني التي نعرفها اليوم.

وتعليقا على ذلك، قال مصطفى شريف، الباحث في التراث المصري، تعود أقدم أصول الطرحة إلى الحضارات القديمة، مثل اليونانية والرومانية، في تلك العصور، لم تكن الطرحة تهدف للجمال بالدرجة الأولى، بل كانت تُرتدى كوسيلة للحماية.

كان يُعتقد أن العروس في يوم زفافها تكون أكثر عرضة للأرواح الشريرة أو الحسد، لذلك، كانت الطرحة تُستخدم لإخفاء وجهها وحمايتها من أي طاقات سلبية.

وأضاف “شريف” في تصريحات لـ”مصراوي”، كانت العرائس الرومانيات يرتدين طرحات حمراء أو صفراء اللون تُسمى “فلاميوم” (Flammeum)، وكانت تغطي العروس من رأسها حتى أخمص قدميها، كان يُعتقد أنها تطرد الأرواح الشريرة وتجلب الحظ السعيد.

وفي العصور الوسطي كانت ترمز للطهارة والعفة

مع انتشار المسيحية، بدأت الطرحة تأخذ معانٍ دينية وأخلاقية. في العصور الوسطى، كانت الطرحة ترمز إلى التواضع والاحتشام والنقاء والعفة، خاصة بالنسبة للعرائس العذراوات. كانت تُرتدى لتغطية شعر العروس ووجهها جزئيًا، إشارة إلى نقائها قبل الزواج. في هذه الفترة، لم يكن اللون الأبيض هو السائد بالضرورة، بل كانت الألوان الداكنة أو الأقمشة المتوفرة هي الأكثر شيوعًا.

إخفاء العروس و”اكتشافها” الزيجات المدبرة

في فترات تاريخية معينة، خاصة في المجتمعات التي كانت الزيجات فيها تُدبر، كان للعروس أهمية عملية أخرى. كانت الطرحة تُستخدم لإخفاء وجه العروس عن العريس حتى لحظة معينة من الاحتفال، عادةً بعد الانتهاء من المراسم، كانت هذه اللحظة، التي يكشف فيها العريس عن وجه عروسته، هي المرة الأولى التي يراها فيها بعض الأزواج! وكانت هذه العادة تهدف أيضًا إلى التأكد من عدم تراجع العريس عن الزواج إذا لم يعجبه مظهر العروس.

رمز للثروة والمكانة القرن الثامن عشر والتاسع عشر

مع مرور الوقت، ومع تطور المنسوجات وصناعة الأزياء، أصبحت الطرحة رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية. كانت الطرحات المصنوعة من الأقمشة الفاخرة مثل الدانتيل الحريري والتول المطرز غالية الثمن، وكانت تُظهر ثراء عائلة العروس. كلما كانت الطرحة أطول وأكثر تفصيلاً، زادت دلالتها على المكانة.

دور الملكة فيكتوريا واللون الأبيض القرن التاسع عشر وما بعده

يُنسب إلى الملكة فيكتوريا الفضل الأكبر في ترسيخ اللون الأبيض كرمز لفساتين الزفاف والطرحات. عندما تزوجت الأمير ألبرت عام 1840، اختارت فستان زفاف أبيض اللون ودانتيل أبيض، وهو ما كان خروجًا عن التقاليد الملكية آنذاك، حيث كانت العرائس الملكيات يرتدين عادة فساتين ملونة مصنوعة من أقمشة باهظة الثمن.

أثارت إطلالة الملكة فيكتوريا إعجاب الجميع، وسرعان ما أصبحت صيحة سائدة بين العرائس، ليس فقط بسبب أناقتها، بل لأنها أصبحت ترمز إلى النقاء، البراءة، والعفة. ومنذ ذلك الحين، أصبح اللون الأبيض هو الخيار التقليدي لفساتين الزفاف والطرحات في العديد من الثقافات الغربية، وانتشرت هذه التقاليد إلى أجزاء أخرى من العالم.

المصرين القدماء والطرحة

قد يتبادر إلى الذهن أن الطرحة ذات أصول غربية بحتة، لكن الحقيقة تحمل مفاجأة تاريخية. ففي مصر القديمة، لم تكن الطرحة بمعناها الحديث للعروس كما نعرفها اليوم، ولكن المصريين القدماء كانوا يستخدمون أغطية الرأس والأوشحة المزينة في المناسبات الاحتفالية والدينية

كانت النساء، وخاصة الملكات والنبيلات، يتزينّ بأغطية رأس متقنة وزخارف للشعر، غالبًا ما كانت مصنوعة من الكتان الفاخر والمزين بالخرز والزخارف الذهبية.

هذه الأغطية لم تكن مجرد زينة، بل كانت تعكس المكانة الاجتماعية والثراء، وكانت تساهم في إضفاء هالة من الجمال والفخامة على مظهر المرأة في احتفالاتهم، بما في ذلك الاحتفالات التي قد تتضمن جوانب تشبه الزواج.

وعلى الرغم من اختلاف شكلها ووظيفتها عن الطرحة البيضاء الحديثة، إلا أنها تؤكد على مفهوم تزيين الرأس والوجه في المناسبات السعيدة كجزء من الطقوس الاحتفالية.

اقرأ أيضا:

تضبط الكوليسترول.. 4 وجبات إفطار هتقوي قلبك

ماذا يفعل تناول الكبدة الضاني بالكلى والكبد؟.. لن تتوقع

عدو خفي في أكلك.. طعام يدمر جهازك الهضمي ودماغك وأنت لا تدرى

عدو الكلى الأول.. توابل شهيرة تدمرك دون أن تدري

تقي من سرطان القولون.. 4 فواكه تدمر الخلايا السرطانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى