مخاطر لن تتخيلها لاستخدام الهاتف أثناء المشي.. هل يسبب العمى؟
05:49 م
الخميس 01 فبراير 2024
أصبح استخدام الهاتف أثناء المشي أمرا شائعا في الآونة الأخيرة، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى هواتفهم الذكية للتحقق من الرسائل أو الرد على المكالمات أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء المشي، ومع ذلك، فإن هذا السلوك يمكن أن يكون خطيرا للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى وقوع الحوادث.
وكشفت دراسة حديثة أجريت على طلاب الجامعات أن ربع الأشخاص الذين يعبرون تقاطعات الطرقات كانوا يستخدمون هواتفهم.
وأوضح واين غيانغ، الأستاذ المساعد في الهندسة بجامعة فلوريدا: “لا أعتقد أن الناس يدركون مدى تشتيت انتباههم ومدى تغير وعيهم الظرفي عندما يمشون ويستخدمون الهاتف”، وفقا لما جاء في “نيويورك تايمز”.
العمى غير المقصود
وفي الحقيقة، يمكن لأجهزتنا أن تسبب ما يسميه بعض الخبراء “العمى غير المقصود”. ويمكن للشاشة التي بين يديك أن تغير حالتك المزاجية وطريقة مشيتك ووضعية جسدك.
وأضاف غيانغ، عندما نسير ونستخدم الهاتف في الوقت نفسه، فإننا نعدل بشكل انعكاسي كيفية تحركنا. وأظهرت لقطات فيديو للمشاة أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف يمشون أبطأ بنسبة 10 % تقريبا من نظرائهم غير المشتتين.
واستكمل باتريك كراولي، مدير المشروع في الجامعة التقنية في الدنمارك، الذي درس الميكانيكا الحيوية للمشي أثناء استخدام الهاتف: “إنك ترى عددا من التغييرات في المشية التي تعكس التباطؤ. ويتخذ الناس خطوات أقصر ويقضون وقتا أطول وكلتا أقدامهم على الأرض”.
زيادة مستويات الكورتيزول
ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى إعاقة حركة المرور على الرصيف.
كما وجدت إحدى التجارب أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف أثناء المشي على جهاز المشي، زادت مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر.
وبحثت دراسة أجريت عام 2023 في الآثار النفسية للمشي في حديقة خارجية أثناء النظر إلى الهاتف.
وقالت إليزابيث برودبنت، المشاركة في الدراسة وأستاذة علم نفس الصحة: “بشكل عام، عندما يذهب الناس للنزهة، فإنهم يشعرون بتحسن بعد ذلك، وهذا ما رأيناه في مجموعة المشي دون استخدام الهاتف”.
وأوضحت: “في مجموعات المشي مع استخدام الهاتف، تم عكس هذه التأثيرات بدلا من الشعور بمزيد من الإيجابية بعد المشي، شعر الناس بقدر أقل من الإيجابية”.
مخاطر المشي المشتت
يدرك معظمنا أن المشي مع استخدام الهاتف يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر.
وبحثت دراسات الدكتور غيانغ في العلاقة بين “المشي المشتت المرتبط بالهاتف” وزيارات قسم الطوارئ.
واكتشف ما يقرب من 30 ألف إصابة أثناء المشي ناجمة عن الهواتف، وفي حين أن العديد من هذه الحوادث وقعت في الشوارع والأرصفة، إلا أن ربعها تقريبا وقع في المنزل.