هل فقدت الأطعمة المجمدة ثقة المستهلكين؟ دراسة جديدة تكشف الأسباب وراء الابتعاد عنها

02:00 ص
السبت 03 مايو 2025
في الوقت الذي يُروج فيه للأطعمة المجمدة كخيار موفّر وصديق للبيئة، تكشف دراسة حديثة عن وجود حواجز نفسية وصحية تدفع الكثير من المستهلكين إلى تفضيل المنتجات الطازجة.
فرغم ما تقدمه الأطعمة المجمدة من مزايا مثل تقليل الهدر الغذائي، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتوفير وجبات مغذية بتكلفة منخفضة، لا تزال النظرة السلبية تهيمن على آراء كثير من الناس تجاهها، وفق “مديكال إكسبريس”.
تصورات صحية تؤثر على القرار الشرائي
الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة بورتسموث بقيادة الدكتور محمد وقاص، أوضحت أن المستهلكين يتجنبون المنتجات المجمدة بسبب اعتقادهم بأنها أقل جودة من الأطعمة الطازجة.
وتبين أن هذه الشكوك، المرتبطة بالنضارة والقيمة الغذائية، تؤدي إلى مخاوف صحية عامة تؤثر على سلوك الشراء.
وصرّح الدكتور وقاص: “رغم الأدلة التي تثبت أن الأطعمة المجمدة يمكن أن تضاهي الطازجة من حيث الفوائد الغذائية، إلا أن الاعتقاد السائد لدى الكثيرين لا يعكس ذلك”.
انتشار الشائعات يزيد من الفجوة
وأشار الباحث إلى أن هذه التصورات السلبية لا تؤثر فقط على قرارات الشراء، بل تسهم أيضاً في تعزيز الشائعات التي تقلل من مكانة هذا النوع من الأغذية في السوق.
واعتمد فريق البحث على منهج مزدوج يشمل مقابلات نوعية أولية لتحديد أبرز المخاوف، تلتها مرحلة ثانية لقياس مدى انتشار هذه التصورات في عينة واسعة من المستهلكين.
تأثير المعلومات الموثوقة
واكتشفت الدراسة أن توفير معلومات دقيقة وموثوقة عن فوائد الأطعمة المجمدة يمكن أن يسهم في تغيير هذه الانطباعات. ويزداد هذا التأثير عندما تُعرض هذه المنتجات كخيارات ميسورة التكلفة ضمن نمط حياة صحي.
ويُذكر أن قطاع الأغذية العالمي بلغت قيمته نحو 9.36 تريليون دولار أمريكي عام 2023، ما يعكس أهمية بناء ثقة المستهلكين لتعزيز نمو هذا السوق الحيوي.
الفجوة في الثقة.. خاصة بين الشباب
أظهرت الدراسة أن 43% فقط من المستهلكين يعتقدون أن المنتجات الغذائية التجارية صحية، كما أن نسبة الثقة بمنتجي الأغذية تقل عن النصف.
ويبدو أن الفئة العمرية بين 16 و24 عامًا هي الأكثر رفضًا للأطعمة المجمدة، حيث أشار استطلاع أُجري عام 2023 في المملكة المتحدة إلى أن 48% من الشباب يفضّلون الأغذية الطازجة على المجمدة.
معتقدات متجذرة تحول دون التغيير
وتعتمد الدراسة على نظرية “مقاومة الابتكار”، حيث تؤكد أن رفض الأطعمة المجمدة لا يتعلق فقط بالعادة أو سهولة الاستخدام، بل يرتبط بشكل كبير بالتصور السائد عن “الطعام الجيد” مقابل “الطعام المعالج”.
هذه الفجوة بين الواقع والتصور الذهني تخلق مقاومة يصعب تجاوزها إلا من خلال حملات توعوية فعالة تعزز الثقة وتصحح المفاهيم المغلوطة.