المعارك تحوِّل مستشفيات الخرطوم إلى «مدافن مفتوحة»

المعارك تحوِّل مستشفيات الخرطوم إلى «مدافن مفتوحة»
حولت المعارك التي لم تفلح معها محاولات التهدئة الخرطوم ومدنا أخرى إلى ميادين حرب مفتوحة، وأعاقت تقديم الرعاية الصحية وعمل الأطباء، ووضعتهم تحت ضغوط إضافية في بلد عانى من النزاعات والعقوبات على مدى عقود.
وفي العاصمة التي يقطنها زهاء 5 ملايين نسمة يروي أطباء ومرضى قصصا مروعة عن وضع مستشفيات باتت عاجزة عن إنجاز أحد أبسط المبادئ الإنسانية والدينية «إكرام الميت دفنه».
يقول أمين عام نقابة أطباء السودان عطية عبدالله، إنه في مستشفيات عدة «تبقى الجثث المتحللة في العنابر».
ويشير لوكالة فرانس برس إلى أن المعارك تسببت في «انهيار كامل وشامل لنظام الرعاية الصحية» في البلاد، وأدت إلى امتلاء «المشارح والشوارع بالجثث».
ودفع الوضع الحالي نقابة الأطباء في السودان الى تقديم نصائح للمدنيين حول كيفية التعامل مع الجثث المتحللة وطرق تكفينها ودفنها.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بسقوط قتلى وجرحى من الأطقم الطبية المعالجة.
وبحسب نقابة الأطباء، تعرض 13 مستشفى للقصف وتم إخلاء 19 منشأة طبية أخرى خلال 8 أيام من القتال.
وبالنسبة إلى الطواقم الطبية، كان السماح لنزلاء المستشفيات بالمغادرة عوضا عن البقاء للعلاج خيارا صعبا للغاية، خصوصا مع استمرار الاشتباكات.
وإضافة إلى خطر الإصابة جراء المعارك، تضع مغادرة المستشفى المرضى أمام مخاطر صحية أخرى.
وأغلق نحو ثلاثة أرباع المستشفيات أغلقت أبوابه والمنشآت الطبية باتت تكتفي لتقديم خدمات الطوارئ وعلاج المصابين جراء المعارك.
وتسببت الاشتباكات في مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو باتجاه تشاد ومصر، إلا أن التقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير، مع عدم تمكن الأطباء والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين.
حتى المنشآت التي أبقت أبوابها مفتوحة «معرضة لخطر الإغلاق في أي لحظة» جراء الوضع، حيث تعاني أيضا نقصا حادا في المستلزمات الطبية لاسيما أكياس الدم والمعدات الجراحية الكافية، وكذلك الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وحتى سيارات الإسعاف.
في السياق ذاته، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، من أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يعرضان مخزونا من اللقاحات وجرعات الأنسولين بقيمة أكثر من 40 مليون دولار لخطر التلف.