أبو سيف يؤكد دور التراث الثقافي في الحفاظ على الهوية وإسناد النضال الوطني
أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف، دور التراث الثقافي في الحفاظ على الهوية الوطنية وإسناد النضال الوطني للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال، والتي تتعرض بشكل ممنهج لسرقة تراثها، مثلما نتعرض له نحن الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو سيف خلال كلمته في اجتماع وزراء الثقافة في مجموعة الـ77 والصين، في العاصمة الكوبية هافانا، “تقع مسؤولية كبيرة علينا كمسؤولين عن قطاعات الثقافة في بلداننا في حماية تراثنا الثقافي وتعزيزه من أجل أن يظل حاضرا في وعي وممارسات الأجيال القادمة، وهو اعتراف منّا بالدور الكبير الذي قام به أجدادنا في سبيل رفعة حضارتنا وثقافتنا وهو إقرار كون الماضي جزءا ومكونا أساسيا من لبنات المستقبل”.
وأضاف أن “التراث جزءٌ أساسيٌ من الهوية الوطنية الفلسطينية، ومن النضال الوطني، وكل شعوبنا في مجموعة الـ77 والصين تتشارك بذكريات مؤلمة عن الاستعمار الذي سلبها ثقافاتها، والذي عرّض آثارها للتدمير والسرقة، ودورنا في هذه المجموعة أن نتشارك فهما واضحا في دور الثقافة، كمصدر في الحفاظ على البقاء والصمود والاستمرار”.
وتابع: “في بلادنا فلسطين الاحتلال لا يسرق فقط الأرض ولا يقتلع فقط أشجار الزيتون التي يزيد عمرها عن آلاف السنين، بل أيضا يسرق تراثنا، حيث يتم تدمير المباني التي يزيد عمرها عن مئات السنين في المدن الكبرى مثل القدس ونابلس والخليل، كما يقوم بسرقة رفات أجدادنا واللقى الأثرية التي تدل على وجود شعبنا على مدار التاريخ”.
وأكد أن “الاحتلال أكبر لص للثقافة والتراث في التاريخ”، مشيرا إلى أننا “ننظر إلى الحفاظ على تراثنا الوطني كجزء من مقاومتنا لهذه الممارسات، وجزء من نفينا لكل محاولات الاحتلال سرقة البلاد وسرقة تراثها وحضارتها”.
وشدد أبو سيف: “نقوم بالكثير من الجهود مثل تسجيل عناصر التراث الثقافي المادي وغير المادي في القوائم التمثيلية لليونسكو، كما قمنا بتسجيل عدة مواقع في قائمة التراث المادي، وتسجيل عنصر التطريز في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، ونسجّل هذا العام الدبكة ثم الصابون البلدي”، مؤكدا أن “تمسكنا بتراثنا هو جزء من نضالنا ومن دلائل نفينا لأكاذيب العدو بحق بلادنا”.
وختم أبو سيف: “تنتظرنا مهمات كثيرة ويجب علينا أن نطوّر شراكات مختلفة من أجل الحفاظ على تراث شعوب غنية، ويجب أن نتحمل مسؤولية عالية في الحفاظ على هذا التراث في وجه التحولات التكنولوجية، وهناك دور كبير للصناعات الثقافية التي ترتكز في الحفاظ على أصالة التراث وتتطلع لتطوير طرق استخدامه بما يتلاءم مع متطلبات الحياة الجديدة”.