أكسيوس: غانتس واجه انتقادات أمريكية شديدة وأدرك وجود “ورطة عميقة”
قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، إن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، واجه خلال لقاءاته في واشنطن، “انتقادات شديدة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة واستراتيجية الحرب”، وبدأ يدرك أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في “ورطة عميقة”.
وأضافت المصادر المطلعة، بحسب تقرير لموقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي مساء الثلاثاء، أن هذا الوضع تعرّض له غانتس “خلال اجتماعه مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان في البيت الأبيض”.
وبحسب مسؤول أمريكي، “لاحظ غانتس الكثير من الإحباط الذي يشعر به حاليا البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية”.
واعتبر الموقع أن “الرسائل القوية التي تلقاها غانتس على انفراد، وصاحبتها انتقادات علنية أقوى من إدارة بايدن خلال الـ48 ساعة الماضية، تفيد بأن البيت الأبيض نفد صبره ويكثف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية”.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقدم واشنطن لتل أبيب أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، لكن ثمة تباينات بين بايدن ونتنياهو بشأن الوضع الإنساني الكارثي والعدد الهائل من الضحايا بين المدنيين ومستقبل غزة.
وقالت المصادر إن “كارثة (قصف) قافلة المساعدات بغزة (في 29 فبراير/ شباط الماضي)، والتي قُتل خلالها أكثر من 100 فلسطيني، كانت نقطة تحول بالنسبة لإدارة بايدن، فهي تجسد كل إخفاقات السياسة الإسرائيلية في غزة”.
وفي اليوم التالي لما باتت تُعرف بـ”مجزة الطحين”، قرر بايدن بدء عمليات إسقاط جوي أمريكي لمساعدات إنسانية في غزة، ودعا في بيان إسرائيل إلى “تسهيل تقديم المزيد من المساعدات”.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي، “بدأ غانتس يدرك أن الحكومة الإسرائيلية في ورطة عميقة بشأن رؤية الولايات المتحدة لمسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة”.
وجراء قيود وحرب إسرائيلية متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بات سكان قطاع غزة لا سيما في محافظتي غزة والشمال في براثن مجاعة بدأت تودي بحياة أطفال ومسنين، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني من السكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وأردف المسؤول الإسرائيلي أن “غانتس لم يتفاجأ بقوة الانتقادات فحسب، بل فوجئ أيضا بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية (اجتياح) محتملة في رفح”.
ويوجد ما لا يقل عن 1.3 مليون نازح في رفح، دفعهم الجيش الإسرائيلي إلى أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، بزعم أنها منطقة آمنة، ثم بدأ قصفها منذ فترة؛ مما أسفر عن شهداء وجرحى.
و”حاول غانتس طمأنة هاريس وسوليفان بأن إسرائيل لن تدخل رفح دون إجلاء المدنيين، وأن لديها طرقا للقيام بذلك، لكنه أدرك أن البيت الأبيض لا يصدق التأكيدات السابقة التي تلقاها من نتنياهو في هذا البشأن”، وفقا للمسؤول الإسرائيلي.
وبالإضافة إلى هاريس وسوليفان، التقى غانتس مع بلينكن ومشرّعين أمريكيين، ضمن زيارة بدأها الأحد، من دون تنسيق مع نتنياهو، الذي أوعز إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمقاطعة الزيارة، ضمن خلافات بينهما بشأن مسار الحرب وما بعدها.