“إسرائيل” تعمل على فدرلة سوريا عبر بوابة الطائفة الدرزية

نقلت صحيفة WSJ عن محللين أمنيين أن إسرائيل تسعى لإقناع القوى العالمية بفدرلة سوريا بالتزامن مع إعلانها عن تمويل لأبناء طائفة الموحدين الدروز في الجولان السوري المحتل جنوبي سوريا.
وأعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي أنها ستخصص أكثر من مليار دولار لدعم الدروز، في خطوة وصفها المحللون بأنها تهدف إلى تشجيع هذه الأقلية على إقناع الدروز السوريين برفض الانضمام إلى الحكومة السورية الجديدة.
كما أطلقت إسرائيل مؤخراً تهديدات باتخاذ إجراءات عسكرية لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وذلك في أعقاب تصاعد التوترات بين بعض أفراد الطائفة وقوات الأمن الحكومية في مدينة جرمانا بريف دمشق.
وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت الماضي قائلاً: “لن نسمح للنظام الإسلامي المتطرف الجديد في سوريا بإيذاء الدروز”، مشدداً على ضرورة “نزع السلاح” من جنوب سوريا.
وأضافت الصحيفة: “بينما تسعى إسرائيل بشكل فوري إلى حماية حدودها وإنشاء منطقة عازلة، فإن إجراءاتها تمهد الطريق لرؤية إسرائيلية لسوريا فيدرالية، مع منطقة حكم ذاتي يسيطر عليها الدروز الموالون لها على طول حدودها”.
وتابعت: “في مثل هذا السيناريو، ستتحول سوريا إلى اتحاد من الكيانات شبه المستقلة، ذات حكومة مركزية ضعيفة، مع منح سلطات أكبر للإدارات المحلية، خاصة في المناطق القريبة من حدود إسرائيل”.
وتمثل الروابط العائلية والمصالح الأمنية المشتركة مع الدروز فرصةً لإسرائيل للتحالف مع أقلية قوية تعيش بالقرب من حدودها، وفقاً للصحيفة.
من جهته، قال أمير أفيفي، المسؤول العسكري السابق ورئيس مركز أبحاث أمني إسرائيلي: “لكي تتمكن إسرائيل من خلق عمق استراتيجي في سوريا، عليها بناء تحالف قوي بين الدروز وإسرائيل”.
وبالعودة إلى خطط التمويل، فإنها تظهر إسرائيل كداعم رئيسي لمجتمع الدروز داخل أراضيها، الذين اشتكوا من معاملة حكومية دونية، خاصة في قضايا الإسكان وتراخيص البناء.
في المقابل، أعرب بعض الدروز عن مخاوفهم من الحكام الجدد في سوريا، وأبدوا تأييدهم لإسرائيل، بل ودعوا إلى انفصال مجتمعهم عن دمشق.
غير أن العديد من أفراد الطائفة خرجوا في مظاهرات احتجاجية، معبرين عن رفضهم لطموحات إسرائيل، بينما أكد قادة الدروز على وحدة المجتمع السوري ورفضهم لأي انقسام.