اخبار

استشهاد أحد قادة سرايا القدس في جنين برصاص الأمن الفلسطيني

قضى أحد قادة سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، السبت، خلال اشتباكات مع قوات أمن السلطة الفلسطينية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بينما أعلنت “قوى الأمن الفلسطيني” عن تنفيذ “خطوات جديدة في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون”.

وأكدت مصادر محلية أن يزيد جعايصة قضى برصاص أمن السلطة عقب إصابته بالرصاص، وهو من القادة البارزين لكتيبة جنين، ومطلوب لقوات الاحتلال منذ سنوات، مضيفة أن “الاشتباكات اندلعت فجرا بعد محاولة أمن السلطة التقدم نحو مخيم جنين من ثلاثة محاور رئيسية”.

وأوضحت أن الاشتباكات اندلعت في المخيم، بعد أن حاصرته قوة كبيرة من أجهزة أمن السلطة التي استدعت تعزيزات من مناطق أخرى ونشرت قناصة في بعض المباني، وأطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي على منازل المواطنين في مخيم جنين ما أدى إلى إصابة عدد منهم وصفت جروح بعضهم بالخطرة.

وأصيب الطفل أحمد مرعي برصاص أجهزة أمن السلطة في مخيم جنين، وتضررت سيارة إسعاف، ومحولات للكهرباء في المخيم بالرصاص، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المواطنين فيه.

وبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، طلبت أجهزة أمن السلطة من جيش الاحتلال دعمًا لضمان نجاح العملية الأمنية ضد عناصر المقاةمة في جنين.

وذكرت المصادر أن “أحداث مخيم جنين بدأت باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا، مما أثار غضب كتيبة جنين التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، رفضت السلطة الإفراج وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون”.

وأضافت “تصاعدت الأحداث مع مقتل شاب أعزل خلال عمليات السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم، وبدأ الحصار منذ أسبوع، قبل تنفيذ عملية الاقتحام التي جرت فجر اليوم”.

وحاولت أجهزة السلطة اقتحام المخيم في الساعة الخامسة فجرا واندلعت اشتباكات عنيفة داخل المخيم بين مقاومين وعناصر أجهزة السلطة و تم استهداف آليات السلطة بعبوة ناسفة خلال المواجهات.

وأكدت المصادر أن أجهزة السلطة “نشرت القناصة على أسطح المنازل وأطلقت النار على كل هدف متحرك داخل مخيم جنين  وامتدت المواجهات والاشتباكات إلى خارج المخيم ووصلت إلى أجزاء من مدينة جنين”.

وذكرت أنه جرى “حصار مستشفى جنين الحكومي وتفتيش سيارات الإسعاف، إضافة إلى اقتحام مستشفى ابن سينا ومنع الأهالي من وداع الشهيد يزيد جعايصة، وسط وأنباء عن احتجاز جثمانه”.

بدوره، قال الناطق الرسمي لـ”قوى الأمن الفلسطيني” العميد أنور رجب، إن الأجهزة الأمنية بدأت فجر السبت، بتنفيذ خطوات جديدة في إطار جهودها المستمرة لـ”حفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى في مخيم جنين”.

وزعم رجب في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (رسمية) أن “هدف هذه الجهود استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان”.

واعتبر أن الأجهزة الأمنية “اتخذت كافة التدابير والإجراءات التي تجنب المواطن أي تداعيات من شأنها أن تمس بحياته أو تؤثر على سير الحياة الطبيعة في مدينة جنين ومخيمها”.

وقال إن “الأجهزة الأمنية ماضية وبكل عزيمة وإصرار وبلا هوادة في إنفاذ وتنفيذ القانون، وملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من الخارجين على القانون وأصحاب الأجندات المشبوهة، ومن يسهلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وحرمان شعبنا من نيل حريته واستقلاله”.

بدورها، أدانت فصائل فلسطينية الهجوم الذي تشنه أجهزة أمن السلطة المقاومين في مدينة جنين ومخيمها؛ وقالت حركة الجهاد الإسلامي: “نستنكر بشدة ملاحقة أجهزة السلطة للمقاومين واستهدافهم المتعمد الذي يتماهى مع عدوان الاحتلال وإجرامه. إن استشهاد القائد يزيد جعايصة، بعد أيام من استشهاد الفتى ربحي الشلبي برصاص السلطة، يدق ناقوس الخطر ويهدد نسيجنا الوطني”.

ودعت الحركة السلطة إلى وقف هذه الممارسات فورا وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، مؤكدة أن الحل يكمن في تعزيز الوحدة الوطنية والمقاومة لمواجهة الاحتلال.

ودعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية إلى النفير العام بالقول: “ندعوكم يا أهلنا في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية للإضراب والنفير العام وإعلان يوم غضب والمشاركة في تظاهرةٍ شعبية تحت عنوان: “دم الشهداء يوحدنا والعدو يتربص بنا”. 

ومن ناحية أخرى، أكدت حركة حماس أن استمرار الأجهزة الأمنية في ملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال يشكل “تساوقاً خطيراً مع عدوان الاحتلال وإجرامه”، مشددة أن هذه السياسات تتعارض مع القيم الوطنية الفلسطينية وتؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.

وأضافت حماس: “استهداف المقاومين يضعف قدرتنا على التصدي لمخططات الاحتلال ويصب فقط في مصلحته”، داعيةً إلى وقف هذه الاعتداءات فوراً والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.

وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر 2020، أفرجت سلطات الاحتلال عن جعايصة بعد اعتقال استمر 13 شهرا، جراء مداهمة منزله في جنين ونقلته إلى التحقيق في مركز توقيف الجملة الذي استمر لمدة أسبوعين.

وقال مكتب إعلام الأسرى حينها إن “محكمة سالم وبعد تأجيل محاكمة جعايصة 7 مرات أصدرت بحقه حكما بالسجن لمدة 13 شهرا، إضافة إلى غرامة مالية، حيث أمضى محكوميته وتحرر”.

وأشار المكتب إلى أن هذا الاعتقال ليس الأول للمحرر جعايصة، وكان اعتقل سابقا عدة مرات وأمضى ما مجموعه 4 سنوات في سجون الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى