الأرض تعرف أهلها مِن الأغراب مزدوجي الجنسية”.. رسالة “القسام” لـ”إسرائيل

في موقع تسليم 3 أسرى إسرائيليين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وضعت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس” لافتة على المنصة الرئيسية للتسليم كتبت عليها “الأرض تعرف أهلها مِن الأغراب مزدوجي الجنسية”.
يأتي ذلك في إطار ترتيبات تسليم الدفعة السابعة من صفقة التبادل والمكونة من 6 أسرى إسرائيليين أحياء بينهم اثنان تم أسرهما عام 2014، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وخلال عملية “طوفان الأقصى”، أسرت “القسام” عددا من الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات مزدوجة، دون معرفة عددهم.
هؤلاء الإسرائيليون الذين تم أسرهم مثلوا نموذجا أو عينة للمجتمع الإسرائيلي الذي يحتفظ عدد كبير من مواطنيه بجنسيات أخرى إلى جانب الإسرائيلية.
و”طوفان الأقصى” عملية نفذتها فصائل فلسطينية، بينها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، بشن هجوم مباغت على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.
وحسب تقديرات إسرائيلية نشرت العام الماضي، فإن هناك أكثر من مليون مواطن في دولة إسرائيل يحملون جنسيات أجنبية، معظمهم من المواطنين الأوروبيين أو الأمريكيين.
وكان موقع “ماكور ريشون” العبري قد نقل عن أيالون كاسيف، الرئيس التنفيذي لشركة كامبوس باس، وهي شركة تساعد في الحصول على الجنسية الأوروبية قوله: “أكثر من نصف مليون إسرائيلي يحملون حاليا جنسية أوروبية مزدوجة بالإضافة إلى الجنسية الإسرائيلية”.
وأضاف: “يمتلك أكثر من مليون إسرائيلي جواز سفر أجنبيًا، وإلى جانب نصف المليون إسرائيلي الذين يحملون الجنسية الأوروبية، هناك نحو نصف مليون إسرائيلي آخرين يحملون جنسيات أجنبية إضافية، نصفهم أمريكية”.
وترتبط هذه الرسالة بجوهر الصراع بين الفلسطينيين والصهيونية والأحقية في الأرض الفلسطينية.
وتعد رسالة “القسام” حلقة في سلسلة الرواية الفلسطينية التي ترى أن المجتمع الإسرائيلي “مخترع” ويفتقد للأصالة والهوية القومية الراسخة، فيما يتكون من مجموعات وشرائح تم جلبها من جنسيات متعددة كي تشكل بصورة غير طبيعية مجتمعا جديدا بهوية جديدة على الأرض الفلسطينية.
كما تهدف هذه الرسالة لدحض الرواية الصهيونية التي قدمت الإسرائيليين “كيهود عادوا إلى أرض الميعاد (فلسطين)”، لكن مع أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأسر عدد من الإسرائيليين مزدوجي الجنسية جرى تقديم هؤلاء للعالم على أنهم مواطنين روس وأمريكان وبريطانيين وغيرهم من الجنسيات.
في المقابل، يرفض الفلسطينيون خطط التهجير من أرضهم والتخلي عن هويتهم الفلسطينية الوحيدة فيما يؤكدون على حقهم في إقامة الدولة المستقلة وتقرير المصير رغم أن المأساة التي تعرضوا لها مضاعفة بمئات المرات مقارنة بما واجهه الإسرائيليون.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.