اخبار

الاحتلال يقدّم نتائج أولية لتحقيقه في استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار التسعة

يُتوقع أن يقدّم جيش الاحتلال، اليوم الأحد، نتائج أولية من تحقيق داخلي في المجزرة التي ارتكبها وأسفرت عن استشهاد تسعة أطفال من عائلة الطبيبة آلاء النجار في خانيونس، في غارة جوية استهدفت منزلها أثناء وجودها على رأس عملها في مستشفى ناصر.

وبحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، يعتزم قائد الفرقة 36 في جيش الاحتلال، مور عومر، رفع النتائج الأولية من التحقيق الداخلي في الغارة الجوية التي نُفذت أمس، السبت، إلى قيادته العسكرية.

وذكر مصدر عسكري في الفرقة أن التحقيق يركّز على اللحظات التي سبقت تنفيذ الهجوم، والجهات التي صادقت على القرار، إضافة إلى الملابسات الاستخبارية التي دفعت إلى تنفيذ الضربة الجوية التي طاولت منزل الطبيبة الفلسطينية.

وأشار المصدر إلى أن التحقيق سيشمل أيضًا مراجعة للمعلومات الاستخباراتية التي استند إليها الاحتلال في استهداف المنزل، فيما لم يُعرف حتى الآن ما إذا كان الاحتلال سيسمح بنشر النتائج أم أنها ستُرفع فقط للجهات العسكرية المختصة.

وفي مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في إطار حرب الإبادة على غزة، أمس السبت، استشهد تسعة أطفال من عائلة الطبيبة النجار أثناء وجودها على رأس عملها في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، عبر استهداف منزلها.

وأفادت مصادر طبية بأن أحد أبناء العائلة نجا من القصف لكنه أُصيب بجراح حرجة، فيما أُصيب والد الأطفال بجراح خطيرة نُقل على إثرها لتلقي العلاج. وأكدت المصادر أن الطبيبة كانت تؤدي مهامها في المستشفى أثناء الغارة.

وجاءت هذه المجزرة في سياق الغارات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مناطق في قطاع غزة، وأسفرت خلال الساعات الـ24 الماضية عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، بحسب ما أفادت به مصادر طبية في القطاع.

ويُشكّل استهداف منزل الطبيبة النجار امتدادًا لسلسلة من الهجمات الدامية التي نفذها الاحتلال خلال الساعات الأخيرة، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصعيدها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أنه “يُجري مراجعة لتقارير حول إصابة مدنيين في غارة نفذتها طائرة حربية”، مضيفًا في بيانه أن “خانيونس منطقة قتال خطيرة أُخليت من السكان لحمايتهم قبل بدء العمليات العسكرية فيها”.

وروى وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، تفاصيل اللحظات التي التقى فيها بالطبيبة آلاء النجار، في قسم العمليات بمستشفى ناصر في خانيونس، بعد أن علم باستشهاد تسعة من أطفالها.

وقال أبو الريش في شهادة مؤثرة، نُشرت السبت، إنه أسرع نحو قسم العمليات بعد أن بلغه أن الطبيبة، التي تركت أطفالها في ظروف الحرب والحصار، تقف بانتظار أي معلومة عن نجلها الناجي الوحيد من بين عشرة أطفال.

وكتب أبو الريش: “بحثت سريعًا بين الوجوه الحائرة والملامح التي ترسم وجع الكارثة… ميزت سريعًا أكثر تلك الوجوه قهرًا وحسرة… وفجأة أشارت إحدى السيدات إلى أخرى وقفت شامخة، هادئة، صابرة، بعيون ملؤها الرضا، لا يُسمع منها سوى التسبيح والاستغفار… تلك هي د. آلاء النجار”.

وأضاف “تلعثمت كلماتي أمام عظمة الثبات، ولم أجد ما أقوله أمام نموذج فذّ من الإيمان والصبر… لم أرَ من قبل تجسيدًا لمعنى (صبر جميل) بهذا الشكل”. وختم أبو الريش شهادته بالقول: “عدت أدراجي وأنا أطرح في نفسي أسئلة الحيرة: من؟ كيف؟ ولماذا؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى