الشيخ عكرمة صبري يحذر من تركيب حواجز حديدية على ابواب الاقصى
حذر سماحة الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الاقصى المبارك من تركيب حواجز حديدية على بعض الابواب المفضية الى المسجد الاقصى المبارك وقال:” بأنها تأتي في سياق اطماع الاحتلال في فرض الهيمنة والسيطرة على المسجد الاقصى وتغير الوضع القائم في المسجد.
وأكد سماحة الشيخ صبري الذي كان يتحدث في صالون القدس الثقافي في الدار الثقافية بإشراف المهندس سامر نسيبة،ان مثل هذه الإجراءات الاستفزازية تؤدي الى تصاعد التوتر، لأنها تمس بحرمة المسجد الاقصى وتضيق على المصلين، وهذا يتعارض مع حرية العبادة حيث انه لا يجوز تحديد اعداد المصلين والمتعبدين، مذكرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا تشد الرحال الا ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى ” .
واستنكر الشيخ عكرمة، سعي الاحتلال المتواصل الى تغيير الوضع القائم، مما يعني ان هذه الإجراءات الاحتلالية تهدف إلى تأجيج مشاعر مليار ونصف المليار مسلم بفرض الهيمنة على الاقصى المبارك .
وأشار الشيخ صبري الى ان الاحتلال نقل أجواء الحرب منذ بدايتها الى ساحات الاقصى مما أدى إلى حرمان مئات الالاف من الصلاة في المسجد المبارك خلال الخمسة شهور المنصرمة .
وأبدى الشيخ صبري استغرابه من التحركات السياسية قبل حلول الشهر الكريم خاصة من سلطات الاحتلال ودول كثيرة، بما فيها امريكا التي لاحظنا اهتمامها بموضوع رمضان في المسجد الاقصى وتشديد الأجهزة الأمنية إجراءاتها وتكثيف وجودها في محيط الاقصى هو الذي يؤدي إلى الاخلال بالامن.
وحمل الشيخ صبري سلطات الاحتلال مسوولية التوتر وقال ان المسجد الاقصى المبارك للمسلمين وحدهم لا شراكة فيه ولا يخضع لقوانين الاحتلال ولا يجوز الصلاة فيه لغير المسلمين.
وندد بمنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول الى القدس والمسجد الاقصى بحجة الحفاظ على الأمن بينما الحقيقة ان هذه الإجراءات تؤدي الى العكس تماما، لان من يمنعون من الصلاة داخل الاقصى يصلون في الشوارع والطرقات مما يؤدي إلى عرقلة السير وبالتالي حدوث هذا التصادم والاحتكاك مع قوات الاحتلال .
وأضاف ” لذا ، ان اراد الاحتلال الهدوء في الاقصى ومحيطه ينبغي السماح للجميع بالدخول للصلاة دون تحديد الأعمار ” .
وتساءل الشيخ عكرمة ” لماذا هذا الضجيج حول رمضان من قبل قدومه ..؟! ، أليس هذا مؤشرا على ان الاحتلال سيقوم باجراءات مشددة بحق المصلين ..؟! وقد بدأ فعلا بتحديد الأعمار ومنع أهالي الضفة الغربية من المجيء الى القدس ” .
وأكد الشيخ صبري ان المسجد الاقصى ليس لأهل فلسطين بل لكل المسلمين في المعمورة والذي ينوف عددهم على المليارين، ومثله مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي ينبغي على الانظمة العربية والاسلامية ان تتحمل مسؤولياتها وخاصة في ظروف الحرب والاخطار التي تحدق بالاقصى وأخذ دورهم وتحمل مسؤوليتهم سابقا ولاحقا فيما يطرح من مقترحات سياسية للحل .
وقال إن المسلمين في فلسطين قاطبة يحرصون على الصلاة في مسجدهم الاقصى خلال شهر رمضان وهذا ما شاهدناه في الاعوام السابقة، أما العراقيل الحالية فانها ستؤدي الى حرمان مئات الالاف من القدوم الى المسجد الاقصى ونحن نؤكد ان كل مسلم مخاطب ومطالب بشد الرحال اليه على ضوء الحديث الشريف، وإذا منع اي مسلم من الوصول إلى الاقصى ، فليصلي حيث يمنع وله ثواب مواز، كمن يصلي داخل المسجد نفسه، إذ ان هناك فتوى شرعية بذلك .
وحول الترتيبات الخاصة بشهر مضان في المسجد الاقصى، أشار الشيخ عكرمة الى ان الاوقاف وضعت الترتيبات المناسبة والتي من ضمنها برامج الدروس والمواعظ وبرامج الإمامة وفرق حفظ النظام والنظافة ، فأسندت لإحدى الشركات تولي النظافة .
وفيما يخص قضية الافطارات، قال ان هناك مبالغات في هذا الموضوع حيث يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من الطعام، بالإضافة إلى عدم مراعاة النظافة لدى البعض. لذا، ندعو الى توعية الصائمين وعلى المشرفين على النظام والنظافة متابعة مشروع الوجبات يوميا واولا بأول .
بدوره، اعتبر المهندس سامر نسيبة ان قضية الاقصى والحرب على غزة وما تتعرض له مدينة القدس والضفة جميعها قضية واحدة مترابطة، وان اي حل سياسي في الافق يجب أن يأخذ في الاعتبار وحدة القضية بما يشمل وقف الانتهاكات بحق المسجد الاقصى المبارك ووقف تهويد المدينة ووقف سياسة هدم المنازل ، فهذه قضية مصيرية لا يجب السكوت عن العبث بها ، وإذا ما حصلت أية اضرار فان أثارها ممكن ان تستمر لعقود قادمة، ولا بد أن يكون الوضع في القدس ضمن أية تهدئة او ترتيبات سياسية في المستقبل فالقدس مدينة محتلة بموجب القانون الدولي والشرعية الدولية وهي العاصمة الابدية للشعب الفلسطيني.