بروكسل تطلق صندوق لدعم الإعلام الفلسطيني

في سابقة دولية مهمّة، أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين بالشراكة مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين وعدة مؤسسات دولية، عن إطلاق صندوق دعم الإعلام الفلسطيني المستقل، وذلك خلال مؤتمر عُقد في العاصمة الأوروبية بروكسل وسط حضور واسع من مسؤولين أوروبيين وعرب وصحفيين فلسطينيين.
وقد افتتح المؤتمر رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بولنجي، مؤكداً أن فلسطين تعيش واحدة من أعقد المآسي الإنسانية، حيث قضى أكثر من 220 صحفياً وصحفية وهم يؤدون رسالتهم، في وقت يشهد الشعب الفلسطيني سقوط عشرات آلاف الضحايا.
وشدد بولنجي على أن الهدف من الصندوق هو حماية الصحفيين الفلسطينيين وضمان استمرارية عملهم، مشيراً إلى التجارب الناجحة السابقة مع صندوق الإعلام العمومي الدولي.
من جانبه، أكد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الوزير أحمد عساف أن الاحتلال فشل في إسكات الرواية الفلسطينية رغم استهدافه المباشر للصحفيين، إذ استشهد أكثر من 230 صحفياً منذ بداية العدوان، بعضهم مع عائلاتهم.
وقال عساف: “قتل الصحفيين جريمة حرب، لكن الحقيقة الفلسطينية انتصرت أمام العالم”، معلناً أن الحكومة الفلسطينية تعمل على إقرار قانون خاص بالصندوق لضمان عمله بشفافية وفاعلية.
وشدد رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي منير ساتور أن البرلمان وجّه تحذيرات واضحة لإسرائيل بضرورة وقف جرائمها ضد الصحفيين، مؤكداً أن “كونك صحفياً في فلسطين يعني أنك تعيش الحرب وتخاطر بحياتك وعائلتك يومياً”.
أما نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر فكشف أرقاماً صادمة، إذ ارتفع عدد شهداء الصحافة الفلسطينية إلى 248 صحفياً منذ بدء العدوان، بمعدل شهيد كل ثلاثة أيام.
وأشار إلى توثيق أكثر من 1640 اعتداء بحق الصحفيين، مؤكداً أن الاستهداف الإسرائيلي يتم بقرار سياسي رسمي، وهو ما يجعل الصندوق ضرورة وجودية لاستمرار الإعلام الفلسطيني الذي يعمل اليوم من خيام مؤقتة بعد تدمير مقراته.
وأكد مدير صندوق دعم الإعلام العمومي الدولي نيشان لالوني أكد التزام مؤسسته بمواصلة دعم الإعلام الفلسطيني، مشيراً إلى نجاح تجربة تمويل 22 مؤسسة إعلامية بينها 6 في غزة، وفّرت رواتب لعشرات الصحفيين.
كما شدد على ضرورة دراسات ميدانية وقوانين واضحة لزيادة عدد الممولين وضمان استمرارية الدعم.
كما أكدت مديرة الإعلام والاتصال في اليونسكو هلا طنوس أن منظمتها تدعم الصندوق وتعتبر الإعلام المستقل أساس المجتمعات المتحضرة، مشددة على أهمية الشفافية والاستقلالية، ومعلنة استمرار برامج التدريب والحماية للصحفيين الفلسطينيين.
وقد شارك عدد من مديري المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، حيث عرضوا أبرز التحديات اليومية التي تواجه الصحافة الفلسطينية تحت الاستهداف والدمار.