اخبار

بعد “أطول” محاكمة لأسير.. محمد الحلبي يكسر قيد السجان الإسرائيلي

بعد نحو ثماني سنوات من الاعتقال وفي إحدى أطول المحاكمات، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن محمد الحلبي، مدير منظمة “وورلد فيجن” الدولية في قطاع غزة، ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ولد الحلبي عام 1978 ويقيم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، واعتقلته إسرائيل في 15 يونيو/حزيران 2016، أثناء عودته إلى غزة عبر معبر إيرز (بيت حانون).

من أطول المحاكمات

ووجهت السلطات الإسرائيلية إلى الحلبي تهمة “نقل أموال لحركة حماس”، وهو ما نفاه مرارا خلال محاكمته التي استمرت لسنوات.

وفي 2022، قضت محكمة إسرائيلية بسجن الحلبي 12 عاما بعد 172 جلسة، وهو ما اعتبرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الحكومية “أطول المحاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة”.

وأضافت الهيئة الفلسطينية، في بيان حينها، أن المحاكمة الإسرائيلية للحلبي “تندرج ضمن الجرائم اللاإنسانية واللاأخلاقية، وفيها استهتار وتجاوز واضح لكل مكونات القضاء الدولي والعالمي”.

وذكر نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) عبر بيان في ذلك الوقت، أن المحكمة أصدرت الحكم بعد أكثر من 172 جلسة عقدتها لمحاكمة الحلبي المعتقل منذ 2016.

تعذيب وضغوط

وبين نادي الأسير أن المحكمة أدانت الحلبي في جلسة سابقة بمجموعة من التهم التي لم يعترف بها على مدى سنوات اعتقاله.

وأضاف: “خلال هذه السنوات واجه الحلبي كافة صنوف التعذيب، وضغوطا كبيرة من أجل أن يعترف بالتهم الموجهة له، وكذلك للقبول بصفقة لإنهاء القضية، إلا أنّ الأسير الحلبي رفض ذلك، وعليه كان قرار المحكمة المتمثل بإدانته”.

وعند اعتقاله، أصدر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بيانا قال فيه: “اتضح خلال التحقيق أن الحلبي يعمل لصالح الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)؛ حيث استغل أموال المنظمة الدولية ومواردها لمصلحة الحركة”.

إلا أن حركة حماس نفت في 4 أغسطس/ آب 2016 أي علاقة لها بمحمد الحلبي، مؤكدةً أنه لا ينتمي إليها ولم يكن له أي دور في تمويل أنشطتها.

بدورها، عبرت منظمة “وورلد فيجن” عن صدمتها من التهم التي وجهتها إسرائيل إلى مدير عملياتها في غزة.

وقالت في تصريح رسمي: “الأموال التي تصدر عنا تتدفق وفقا للمتطلبات القانونية المعمول بها، وبطرق لا تزيد الصراع بل تساهم في تحقيق السلام”.

وتعرّف منظمة “وورلد فيجين”، نفسها عبر موقعها الإلكتروني، بأنها منظمة مسيحية عالمية تكرس جهدها لخدمة الأطفال والأسر والمجتمعات، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.

وخلال السنوات الماضية طالب خبراء أمميون في مجال حقوق الإنسان، إسرائيل بإطلاق سراح مدير عمليات منظمة “وورلد فيجين” العالمية في قطاع غزة محمد الحلبي.

مشاعر الفرح

وعبر والد الحلبي عن مشاعر مختلطة من الفرح لحظة لقاء ابنه بعد ثماني سنوات من الاعتقال في السجون الإسرائيلية، مؤكدا أن العائلة تعيش حالة ترقب منذ ورود أنباء الإفراج.

وقال خليل والد الأسير المحرر: “محمد شخصية قوية ويعرف كيف يدير الأمور، ودخل السجن وأصغر أطفاله لم يتجاوز سنة وشهرين، بينما كان ابنه الأكبر يبلغ ثماني سنوات”.

وأضاف: “اليوم، كبر أطفاله، وأنا متأكد أنه لن يعرفهم عند رؤيتهم للمرة الأولى بعد هذه السنوات الطويلة”.

وكان والد الأسير الفلسطيني المحرر يأمل أن يعود ابنه بظروف أفضل مما عاشتها غزة من إبادة إسرائيلية وقصف لمنزله.

وأشار إلى أن “سفراء ومسؤولين دوليين”، دون تسميتهم، كانوا يتواصلون معه باستمرار لمتابعة قضية محمد، وأكدوا تضامنهم معه.

وأوضح أنه كان دائما يشرح لهم أنهم ليسوا دعاة عنف أو إرهاب، بل يريدون العيش بسلام مثل أي شعب آخر.

وبدموع الفرح ومشاعر يصعب وصفها، تتحدث والدة الحلبي عن لحظات الانتظار الطويلة، والفرحة التي لا توصف مع اقتراب لقاء ابنها بعد ثماني سنوات من الاعتقال في السجون الإسرائيلية.

وقالت الأم بصوت تغمره المشاعر: “سنوات ونحن ننتظر هذه اللحظة شعورنا لا يوصف”.

وأفرجت إسرائيل، السبت، عن 183 فلسطينيا بينهم 18 محكوما بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية بينهم الحلبي، و111 من فلسطينيي غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مقابل تسليم 3 أسرى إسرائيليين في غزة.

وفي 19 يناير المنصرم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار الذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى