بعد إدراجهم على قوائم “الإرهاب” الأمريكية.. الحوثيون يتعهدون بمواصلة هجماتهم
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء إعادة إدراج الحوثيين اليمنيين على قائمة الكيانات “الإرهابية” بسبب هجماتهم المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحافيين إن “الولايات المتحدة ستصنف … الحوثيين كإرهابيين دوليين” مشيرا إلى أن العمل بالتصنيف لن يبدأ قبل 30 يوما ويمكن إلغاؤه “في حال أوقف الحوثيون هجماتهم”.
من جانبه قال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين اليوم الأربعاء إن تصنيف الولايات المتحدة للحركة اليمنية “جماعة إرهابية” لن يؤثر على عملياتها في البحر الأحمر.
وأكد أن العمليات “ستستمر في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب”.
وحذرت جماعة الحوثي اليمنية، الأربعاء من اتخاذ أي إجراء يضر بمصالح اليمن، وهددت باعتباره “إعلان حرب”، وسيؤدي إلى توسيع نطاق منع مرور السفن الإسرائيلية.
جاء ذلك في تصريحات لنائب وزير الخارجية في حكومة “الحوثي”، حسين العزي، نشرها عبر منصة “إكس”، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة إدراج الجماعة في قائمة “المنظمات الإرهابية العالمية”.
وقال العزي: “أي إجراء يضر بمصالح اليمن سنعتبره إعلان حرب”.
وأضاف أن “منع مرور السفن الإسرائيلية لن يقتصر على باب المندب فقط، لأن هناك من سيمنعها من طرق أخرى (لم يحدد الجهة)”، مشيرا إلى “وجود تنسيق متقدم بهذا الخصوص” دون مزيد من التفاصيل.
ترحيب حكومي يمني بالقرار
رحبت الحكومة اليمنية، الأربعاء، بإعلان الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثيين “منظمة إرهابية عالمية” على خلفية استهدافها سفنا في البحر الأحمر.
وقالت الحكومة في بيان نشرته الوكالة الرسمية (سبأ): “نرحب بالقرار الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية عالمية”.
وأضافت الحكومة اليمنية في بيانها أن “القرار ينسجم مع تصنيف الحكومة اليمنية لهذه الجماعة كمنظمة إرهابية، وفقاً للقوانين اليمنية”.
ولفتت إلى أن التصنيف الأمريكي “يأتي استجابة لمطالبة الحكومة المستمرة للمجتمع الدولي بالتحرك الجاد، لحماية الشعب اليمني من بطش وإرهاب هذه المليشيات الإرهابية” في إشارة إلى “الحوثي”.
وأوضحت أنه “منذ الانقلاب المشؤوم الذي قامت به هذه المليشيات ضد إرادة الشعب اليمني (في 2014)، لم تتوقف الحوثي عن ممارسة الإرهاب، والقيام بأبشع أنواع الجرائم والانتهاكات ضد اليمنيين (..) وحصار المدن وزراعة الألغام في البر والبحر، وتهديد طرق الملاحة الدولية”.
وفي السياق، طالبت حكومة اليمن، جماعة الحوثي بـ” التخلي عن نهجها الإرهابي وارتهانها للنظام الإيراني ونبذ العنف، والقبول بمبادرات السلام للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة”.
ومنذ نحو عامين، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات، بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن، بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
ومنتصف فبراير/ شباط 2021، كانت الولايات المتحدة أعلنت رسميا، رفع جماعة “الحوثي” في اليمن من قائمة الإرهاب، بعد نحو شهر من تصنيف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الجماعة “منظمة إرهابية”.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
و”تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وتأتي إعادة إدراج جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى قائمة “الجماعات الإرهابية” اليوم، كأحدث محاولة من جانب واشنطن لوقف هجمات الحوثيين على الشحن الدولي احتجاجا على القصف الإسرائيلي لغزة.