اخبار

بعد إمطارها بمئات الصواريخ من الشمال حتى المركز ..اسرائيل توافِقَ على اتفاقٍ لوقف النار مع حزب الله..

بات واضحًا وجليًّا كأشعة الشمس أنّ القوّة المُفرطة التي استخدمتها إسرائيل لهزيمة (حزب الله) لم تُجدِ نفعًا، فالصواريخ من لبنان ما زالت تُطلَق وبكمياتٍ كبيرةٍ، الأمر الذي يدحض الرواية الصهيونيّة بأنّ جيش الاحتلال قضى على أكثر من ثلثيْ ترسانة الحزب العسكريّة، وتحديدًا الصاروخيّة.
وفي التفاصيل، أعلنت إسرائيل رسميًا الليلة الماضية موافقتها المبدئيّة للاتفاق مع لبنان، كما أكّد كبار المسؤولين في تل أبيب، وأضافوا، وفق ما ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ الحديث يجري عن تقدّمٍ آخر في الطريق نحو الاتفاق، ولكن هذا لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال أنّ هذا هو الردّ الإسرائيليّ النهائيّ حول الاتفاق، لأنّ هناك العديد من القضايا التي ما زالت موضع خلافٍ مع لبنان، على حدّ تعبير المسؤولين.

وشدّدّت المصادر على أنّ موافقة إسرائيل المبدئيّة على الاتفاق جاءت بعد الجولات المكوكيّة التي قام بها المبعوث الأمريكيّ، عاموس هوكشتاين، وعلى ضوء الملاحظات التي قدّمتها تل أبيب مؤخرًا على عددٍ من بنود الاتفاق.
وأشارت المصادر إلى أنّ الاتفاق يعتمد بالأساس على قرار مجلس الأمن الدوليّ رقم 1701، والذي يشمل انسحاب قوّات (حزب الله) من منطقة الحدود مع الكيان، كما أنّ الاتفاق يشمل عدّة مراحل، الأوّل، وقف إطلاق النار بين الطرفيْن، انسحاب حزب الله شمالاً، وبعد ذلك انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبنانيّ، أمّا البند الأخير في اقتراح الاتفاق فيتحدّث عن مفاوضاتٍ بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود بين الدولتيْن، كما جرى في الاتفاق على الحدود المائيّة الذي تمّ التوقيع عليه بينهما في العام 2022، والذي قاده أيضًا المبعوث هوكشتاين. وهوكشتاين هو إسرائيليٌّ مولودٌ في القدس المُحتلّة عام 1973، وخدم في جيش الاحتلال، وبعد ذلك هاجر إلى الولايات المُتحدّة وانضمّ للحزب الديمقراطيّ ووصل إلى منصبه الحاليّ.
وفي السياق، وعلى الرغم من عدم تكافؤ القوّة بين حزب الله وبين إسرائيل، المدعومة غربيًا، وتحديدًا من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، فإنّ الوقائع على الأرض أثبتت أمس الأحد أنّ صواريخ المقاومة اللبنانيّة تمكّنت من إمطار الكيان بمئات الصواريخ والمُسيّرات، وثبتت معادلة ضرب بيروت يجُرّ ضرب تل أبيب.
علاوة على ذلك، بدأت الأصوات في الكيان تتعالى مطالبة بوقف الحرب في لبنان، وقال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ الحكومة الإسرائيليّة تقوم بالتباهي والتفاخر بالانتصارات في لبنان، ولكن على أرض الواقع بات السُكّان رهائن صواريخ ومُسيّرات حزب الله، على ما نقل عن مصادره الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
وفي المحصلة العامّة، فرضت صواريخ حزب الله حزامًا ناريًا حول عدّة مناطق في مدينة تل أبيب، وهي أكبر مدينة في دولة الاحتلال، وضواحيها، ما أدّى إلى وقوع إصاباتٍ وأضرارٍ بالغةٍ بحسب اعتراف الإعلام العبريّ، الذي أكّد في الوقت عينه هروب الملايين من المستوطنين إلى الملاجئ.
وذكرت وسائل الإعلام العبريّة أنّ “حزب الله أطلق، منذ صباح الأحد 24/11/2024 حتّى الساعات الأولى من المساء، 400 صاروخ نحو مختلف أنحاء إسرائيل”، فيما لفتت قناة (كان)، التابعة لهيئة البثّ الإسرائيليّة الرسميّة، إلى أنّ “نيران حزب الله اليوم غير اعتيادية على الإطلاق”.
وأضافت: “كمية إطلاق الصواريخ هي 3 أضعاف، وانتشار الصواريخ كان على طول الشمال وفي عمق إسرائيل، ووصلت أيضًا لمركز الكيان وضربت مدينة بيتاح تكفا، البعيدة عن تل أبيب”، وفق تعبيرها.
وذكرت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ “صواريخ حزب الله سقطت في الكثير من المناطق، ومنظومات الدفاع الجوي اليوم ببساطةٍ لم تعد تعمل كالمعتاد”، فيما لفتت قناة (كان) إلى أنّ “روتين الاستنزاف الذي يقوم به حزب الله هو في ذروته اليوم، ويمكن أنْ يستمر لوقت طويل”، على حدّ تعبيرها.
وأفاد الإعلام العبريّ بأن صفارات الإنذار دوّت 504 مرات في إسرائيل خلال يوم أمس الأحد.
في غضون ذلك، أكّدت وسائل الإعلام العبريّة سقوط صاروخ في مدينة (إلعاد) في مركز الدولة العبريّة، مشيرةً إلى ورود تقارير عن سقوط قذيفة صاروخية في مستوطنة (شفاييم) قرب (هرتسيليا)، حيث أصيب مبنى بصورة مباشرة، بينما سقطت 5 قذائف صاروخية في منطقتيْ (هشارون)، أيْ السهل الساحلي و(غوش دان)، أيْ مركز الكيان، حيث تقع هناك مدينة تل أبيب.
وفي الختام قال رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، إيال حولاتا، في مقالٍ نشره في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّه “من أجل إعادة المستوطنين للشمال في نهاية الحرب، فمن الضروري إعادة الشعور بالأمن إليهم، وهو شعور يعتمد على ثقتهم بأنّ الإنجاز العملياتيّ سيتّم الحفاظ عليه مع مرور الوقت، وأنّ الحزب لن ينجح في إعادة تأهيل مستودع صواريخه وبنيته التحتية قرب السياج”، على حدّ تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى