اخبار الإمارات

نعم الثقافة سلعة!

ت + ت الحجم الطبيعي

عندما استضاف مهرجان (دوائر) الثقافي، المقام في منطقة وسط القاهرة، الفنانة المصرية الشابة (منة شلبي) في أول أيام المهرجان لإلقاء كلمة الافتتاح ومن ثم تكريمها فيما بعد، امتعض البعض واستاء آخرون واحتج البعض، وكتبت الكاتبة المصرية (عبلة الرويني) مقالاً أظهرت فيه استغرابها واعتراضها على تكريم فنانة في مهرجان ثقافي، من منطلقات فكرية معينة معلومة بالضرورة بالنسبة لجيل من المثقفين العرب لا يزالون يحملون تصوراً طوباوياً للثقافة وأدوارها ونطاقاتها!

أما مهرجان دوائر الثقافي، فنظمته مكتبتان رائدتان من مكتبات القاهرة، لهما حضورهما الثقافي وحركتهما الملموسة في عمق الحياة الثقافية المصرية التي بدأت تظهر منذ عدة سنوات مؤسسة لحراك جيد أفرح الجميع وأضاف للثقافة في مصر لمسة مختلفة.

المكتبتان (تنمية وديوان) لكل منهما مشروعها الثقافي الخاص والمتقاطع في الوقت نفسه مع احتياجات الحياة الثقافية المصرية والفرد المثقف المصري والعربي بشكل عام، يقوم عليهما أفراد يحملون أفقاً ثقافياً يتسع ويستوعب الاحتياجات والتحديات والطموحات الثقافية المصرية والعربية كل من زاويته وتوجهاته وعلاقاته وبالتأكيد إمكانياته وتحديداً المادية والإدارية.

فيما يتعلق بالإمكانيات المادية، فكلنا نعرف بل ومتأكدون تماماً بأن المال هو المعزز والداعم الأكبر لاستمرار وبقاء المشاريع الثقافية الجادة من هذا النوع، سواء امتلكها أو أدارها أو شارك فيها أفراد أو حكومات أو تحالفات رأسمالية، فمشاريع الثقافة والمكتبات ودور النشر وكل ما يعود بجذوره للكتاب لن يرقى لمستوى الصناعة الناجحة ما لم يتجاوز عراقيل المال والأفكار، فإذا استطاع المنطق العربي أن يتعامل مع الكتاب والمكتبة باعتبارهما سلعة واقتصاداً، وأن يتعامل ويتكامل مع كل شيء ولا ينفصل عن أي شيء، عن الفن والأطفال والاقتصاد والإعلام والشباب و… إلخ، ساعتها سينجح ويبقى ويجد مكانه بين الجماهير بعيداً عن التفكير الكلاسيكي الراديكالي الذي تجاوزه الزمن!

إن التعامل الجاد والحقيقي والبراغماتي مع فكرة بقاء أن تكون الثقافة قوة وتكون المكتبات دائمة وحاضرة في حياة الأفراد والجماعات، أن تستقطب الجميع وتلبي الاحتياجات، كل ذلك بحاجة لتغيير الذهنيات والأفكار والانتقال إلى فكر مختلف يخدم الرغبة في استمرارية المكتبة والكتاب!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى