اخبار الإمارات

ليبيا بين صندوق الانتخابات وتكريس المصالحة

ت + ت الحجم الطبيعي

تعددت خلال هذه الأيام، مسارات الحل السياسي في ليبيا بين صناديق الانتخابات وعناق المصالحة.

فيما ينتظر الشارع المحلي ما ستفرزه الاجتماعات المعلنة والسرية في داخل البلاد وخارجها من توافقات على رزنامة المرحلة القادمة المتعلقة بالمصالحة الوطنية وإجلاء المرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية وتنظيم الانتخابات.

وعلمت «البيان» أن خطوات مهمة يتم قطعها لعقد اجتماع تحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية في أواخر يونيو القادم تحت إشراف الاتحاد الأفريقي والبعثة الأممية وبحضور أهم الفاعلين السياسيين والميدانيين والقوى الاجتماعية في كامل أرجاء ليبيا.

وبالتزامن مع وصول وفد من الاتحاد الأفريقي بقيادة وزير خارجية الكونغو جان كلود غاكوسو ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي البروفيسور محمد حسن لابات إلى العاصمة طرابلس للبحث في إجراءات التحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا، دعا المبعوث الأممي عبدالله باتيلي.

جميع قادة ليبيا لتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى تنظيم انتخابات شاملة في البلاد، يعوّل عليها لإنهاء الصراع المستمر في البلاد وتحقيق الاستقرار والنظام، وشدد خلال لقائه أول أمس الخميس مع رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري على ضرورة دعم عمل لجنة 6+6 المكلفة بصياغة القوانين الانتخابية والتسريع في أعمالها.

الإطار

واتفق باتيلي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، على سرعة إعداد الإطار التشريعي للانتخابات، وقال إنه «استعرض مع صالح التطورات على الصعيد السياسي في ليبيا»، مجدداً التأكيد على ضرورة تسريع وتيرة عملها في إعداد الإطار التشريعي للانتخابات الشاملة.

كما بحث مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ما أسماه «التقدم الحاصل للوصول إلى الانتخابات بعام 2023، وذلك من خلال تعزيز المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسة العسكرية والآلية الوطنية، لإدارة عوائد النفط ودعم لجنة (6+6) لتنجز مهامها قريباً».

وقال باتيلي: «مستمر في التواصل مع مختلف الجهات الفاعلة في ليبيا للمساعدة على إحراز تقدم في العملية السياسية، وهنا أشدّد على أن الملكية الوطنية هي مفتاح النجاح»، في إشارة واضحة إلى أن المجتمع الدولي لن يسحب من القوى الداخلية الليبية أحقيتها في أن تكون صاحبة القرار الأخير عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي.

ويشير مراقبون، إلى أن السلطات الليبية سواء في طرابلس أو في المنطقة الشرقية، عملت على إقناع عواصم إقليمية ودولية بضرورة احترام حق الليبيين في إدارة المرحلة الحالية وتحديد مسارات الحل من دون تدخل خارجي، وهو ما أعربت عنه وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش خلال جولتها الخارجية الأخيرة التي قادتها إلى عدد من الدول ومن بينها تونس والجزائر.

كما أبلغه القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر للمسؤولين الأوروبيين خلال زيارته إلى روما الأسبوع الماضي. ويضيف المراقبون، إن ملف المصالحة الوطنية عاد بقوة إلى صدارة المشهد السياسي في ليبيا ليكون البديل في دائرة الاهتمام عن الاستحقاق الانتخابي في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه.

وأكد السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي «دعم الولايات المتحدة الكامل لليبيا لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية، بقيادة المجلس الرئاسي، وأهمية هذا الملف في إنجاح العملية السياسية والانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكذلك تقديم الدعم في مجال الأمن والاستقرار».

وجدد اللافي التأكيد على عزم المجلس على الاستمرار في استكمال كل مسارات المصالحة الوطنية، معتبراً أن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة، يبدأ من نجاح هذا المشروع، للعبور إلى مرحلة الاستقرار، وبناء دولة ديمقراطية.

وفي الأثناء، تواصل اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية 6+6 اجتماعاتها للتشاور حول النقاط العالقة في القاعدة القانونية للانتخابات، ولا سيما المواد المتصلة بشروط الترشح للاستحقاق الرئاسي الخاصة بالعسكريين وأصحاب الجنسيات المزدوجة.


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى