اخبار

تحليلات إسرائيلية: أميركا والغرب سيستمرون بمشاهدة الجوع والقتل والتهجير بغزة

في ظل الكارثة الإنسانية الأكبر في التاريخ الحديث الحاصلة في غزة، إثر “الدمار والتجويع والموت، وحقيقة أن الأوربيين بمعظمهم يلقون على إسرائيل المسؤولية الكاملة على هذه الكارثة، كان بالإمكان توقع أن يمارس قادة أوروبا ضغطا من أجل تحريك الناتو”، وفقا للباحث في العلاقة بين الجيش والمجتمع في إسرائيل، بروفيسور ياغيل ليفي.

وأشار ليفي في مقاله في صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء، إلى أنه “كان بإمكان الغرب أن يحصل على إيحاء من إسرائيل نفسها. فقبل أسبوعين فقط، عملت كأنها مندوبة المجتمع الدولي وطبقت مبدأ ’المسؤولية في الدفاع’ (الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 2005)، بمهاجمة سورية كي تدافع عن الدروز، بعدما فشل الحكم في دمشق في الدفاع عنهم”.

وأضاف أنه “في حالة غزة، ثمة شك إذا كان سيفكر أحد ما بمهاجمة إسرائيل أو حتى فرض إغلاق جوي عليها أو القيام بعملية صغيرة ضدها، مثل نشر قوات تفصل بين الغزيين والجيش الإسرائيلي. ففي هذه الحالة لن تجرؤ إسرائيل على الأرجح على مقاتلة قوات غربية، حتى لو دعا وزراء إلى ذلك”.

واعتبر ليفي أن “لا أحد في الغرب سيفكر بذلك، إذ أن إسرائيل تتمتع بحماية أميركية، ولا تزال تعتبر أنها جزء من الغرب، وجزء من الستار الحديدي مقابل العالم الإسلامي، وكدولة يجب التعامل برأفة معها بسبب صدمة 7 أكتوبر التي تثير ذاكرة المحرقة. والولايات المتحدة والغرب سيستمرون بمشاهدة الجوع والدمار والقتل والتهجير، وكذلك الأطفال الذين يُدفنون في غزة ويدفنون معهم الهوية الأخلاقية الإسرائيلية”.

من جانبه، رأى المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، أنه “ليس بإمكان إسرائيل الادعاء بشكل مقنع أنها لا تنفذ هنا عملية تجويع ممنهجة، لأن معظم الخبراء الدوليين يرصدون أسلوب عمل واضح، ولأن وزراء وجنرالات متقاعدين إسرائيليين يصرحون منذ أشهر دعما لتجويع منهجي. كما أنه تعالت تحذيرات مسبقة من جانب منظمات دولية وأيضا من داخل المداولات التي عقدها جهاز الأمن الإسرائيلي نفسه”.

واعتبر هرئيل أنه “على إثر المطلب الأميركي الواضح بتسهيلات، خضع نتنياهو لضغط وعمل سريعا من أجل تغيير السياسة الإسرائيلية من أساسها، بمنح هدن إنسانية وفتح طرق لحركة قوافل شاحنات الإغاثة وحتى إنزال مساعدات بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، رغم أن فائدته ضئيلة. وطبعا سيقول نتنياهو لشركائه في اليمين الخلاصي إنه قريبا، وبعد أن يصالح ترامب، سيتمكن من شن عملية عسكرية حاسمة ضد حماس”.

وأضاف أنه “يُخيل أحيانا أن سموتريتش وبن غفير انضما إلى الحكومة من أجل الطرد والاستيطان مجددا، لكنهما بقيا فيها من أجل حرب أبدية. فمجرد وجود مواجهة نازفة بلا نهاية يخدم استمرار سياسة الضم في الضفة الغربية، التي تُنفذ تحت الرادار الإعلامي”.

وحسب هرئيل، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، “لا يُخفي تأييده لصفقة مخطوفين، وكذلك تقديرات الجيش الإسرائيلي أن بمقدوره التعامل مع حجم التهديد الذي سيتطور في قطاع غزة، بعد الضربات العسكرية التي أنزلها على حماس، من دون أن يهزمها أبدا”.

ونقل عن ضابطين كبيرين قولهما إن “ما ينفذه الجيش في جنوب لبنان، بالإمكان تنفيذه في غزة أيضا. الجيش الإسرائيلي يسيطر على مواقع معدودة داخل الأراضي اللبنانية مقابل حزب الله، الذي رغم خسارته في الحرب التي انتهت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لا يزال أقوى بكثير من حماس. ولا تزال لدى الجيش حرية عمل هجومية وفي هذه الأثناء ينجح في الدفاع جيدا عن الحدود، وإعادة تدريجية للسكان إلى البلدات الشمالية. هل بالإمكان تقليد حل كهذا في غزة؟”.

وحسب هرئيل، فإنه “في حال عدم الموافقة على مقترحات الجيش، سيفضل زامير التطويق والاستنزاف في ربع أراضي القطاع التي لا تزال حماس تتواجد فيها، وفيما تختلط عميقا بين السكان المدنيين. وعلى الأرجح أن التسريب في بداية الشهر لخطة استدعاء جنود احتياط للخدمة لمدة 74 يوما في العام الحالي، لم يكن عفويا. فهذا أسلوب زامير للتلميح بأن أحلام المتطرفين في الحكومة واحتلال القطاع كله سيكلف مالا أكثر، ودماء ودموعا”.

وخلص إلى أنه “ليس عبثا شرعت أبواق اليمين بحملة إسكات على إثر التقارير المتزايدة في الإعلام حول انتحار جنود وجنود مرهقين يطلبون عدم العودة إلى القطاع. فالأفضل أن تكسر المرآة عندما تعرقل الحقائق دفع حلم للانتصار المطلق، الذي هو عمليا حرب أبدية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى