اخبار

تقديرات الجيش الإسرائيلي: “حزب الله في أضعف حالاته منذ تأسيسه”

استعرض الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تقديراته حول وضع حزب الله بعد أشهر من وقف إطلاق النار في لبنان وتصعيد الهجمات على سورية، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”خسائر كبيرة” لحقت بالبنية العسكرية للحزب، مقابل بدء محاولات للاستعداد لجولة قتال جديدة.

وبحسب تقديرات قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله تعرّض خلال الأشهر الماضية لضربات “دراماتيكية” أفقدته جزءًا كبيرًا من قدراته العسكرية، وشلّت بنيته التنظيمية والقتالية في الجنوب اللبناني خاصة في المنطقة الواقعة جنوبي الليطاني.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تمكّن من تحقيق “ثلث إنجازاته العملياتية” ضد حزب الله خلال الفترة التي أعقبت وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أن الحزب بات في “أصعب وضع له منذ تأسيسه”، وفق تعبيره.

خسائر بشرية وهيكلية فادحة

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله كان يمتلك قوة تُقدّر بـ25 ألف عنصر قبيل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنه خسر أكثر من 4,000 قتيل و9,000 جريح خرجوا من دائرة القتال، ما يعني فقدان نحو ثلث قوته.

وبحسب التقديرات، فإن الحزب يعيد تشكيل تموضعه، ويغيّر انتشاره في الجبهات المختلفة، ويُعيد تفعيل مناصب قيادية، بعد تدمير العديد من البنى في القرى الحدودية جنوبي لبنان، وانتقاله إلى العمل شمال الليطاني في إطار ما يُعرف بوحدة “بدر”.

انخفاض حاد في القدرات الصاروخية

وأظهرت المعطيات الإسرائيلية أن حزب الله كان يمتلك قبل الحرب عشرات آلاف القذائف، وكان قادرًا على إطلاق 1200–1500 صاروخ يوميًا، بينما تقلّصت قدراته اليوم إلى “عشرات قليلة”، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 70% من منصات الإطلاق قصيرة المدى دُمّرت، كما تم القضاء على معظم “القدرات الإستراتيجية” للحزب.

وحدة “رضوان”: من قوة هجومية إلى عناصر مبتدئة

بحسب التقديرات ذاتها، فإن وحدة “رضوان”، التي كانت مكلّفة باجتياح مستوطنات شمال إسرائيل ضمن سيناريو “احتلال الجليل”، لم تعد قادرة على تنفيذ هذا السيناريو. وأشارت التقديرات إلى أن عدد عناصر الوحدة انخفض من 6,000 إلى ما بين 2,000 و2,500، معظمهم جُندوا مؤخرًا ويُعدّون “مبتدئين يفتقرون للخبرة”.

إقرار بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

وأقر الجيش الإسرائيلي أنه نفذ نحو 500 غارة جوية على لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وقال إن هذه الغارات أفضت إلى مقتل أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله، وتدمير آلاف الصواريخ، و90 منصة إطلاق، و20 مقر قيادة، و5 منشآت تصنيع سلاح، إلى جانب بنى تحتية ومخازن تدريب.

وأشار إلى أن بعض هذه الغارات استهدفت مواقع جنوب الليطاني، بما فيها أنفاق، ومنشآت لتصنيع المسيّرات في ضاحية بيروت، قال إنها استُهدفت بعد توجيه إنذارات للسكان بإخلائها.

ضعف في قدرات القتال المباشر

وبحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية، فإن حزب الله “يواجه صعوبة في إعادة تفعيل خطوط الإمداد من سورية”، وأن الجيش السوري الجديد يعمل على إحباط تهريب الأسلحة إلى لبنان، وهي “أنجح من الجيش اللبناني” في هذا المجال، وفقًا لرواية الجيش الإسرائيلي.

كما أُشير إلى أن حزب الله “يواجه أزمة في ملء المناصب القيادية العليا” بعد تصفية غالبية الكوادر القيادية، وباتت قدراته محصورة في استخدام المسيّرات والطائرات الصغيرة بدون طيار، التي “قد تعرقل نمط الحياة في الشمال”، حسب زعم الجيش.

توتر في العلاقة مع إيران

وأضافت التقديرات أن إيران كانت تتوقع من حزب الله أن يشارك في معركة أوسع خلال الحرب الأخيرة، لكن قيادة الحزب خشيت أن يؤدي ذلك إلى “تفككه التام”، وهو ما وُصف بأنه “خذلان إيراني” وتعبير عن ضعف التنظيم في اللحظة الحالية.

ووفقا للتقديرات، فإن إسرائيل ترى في التهديد الإيراني دافعًا للاستمرار في دعم الجيش اللبناني، وأبدت “خيبة أمل” من حجم استثمار المجتمع الدولي في المؤسسة العسكرية الرسمية، مقارنة بما وصفته بـ”التمويل الكبير” الذي يتلقاه حزب الله من إيران.

وقالت المعطيات إن إيران موّلت الحزب بما يقارب مليار دولار في العام الأخير، في حين لم يُخصص للجيش اللبناني سوى ربع هذا المبلغ من المجتمع الدولي في الفترة ذاتها. ووفقًا لما نقله الجيش، فإن دول العالم قدّمت نحو 250 مليون دولار للبنان وجيشه.

لا أنفاق قتالية… بل مواقع موضعية

خلافًا لقطاع غزة، قالت التقديرات إن الجيش الإسرائيلي لم يعثر على شبكة أنفاق لحزب الله، بل على “أنفاق موضعية محلية” تُستخدم لتمركز مؤقت أو استعدادات هجومية، دون ربط عملياتي بين هذه الأنفاق.

وزعم جيش الاحتلال أنه وثّق 1,263 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار نُسبت لحزب الله، منها 597 جرت مهاجمتها فورًا، بينما نُقلت 666 إلى القنوات الأميركية ومنها إلى الجيش اللبناني، الذي تعامل مع 456 منها. أما البقية، وعددها 210، فاستهدفتها إسرائيل بعد انتهاء المهلة المحددة.

في سياق منفصل، نقلت التقارير عن قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، قوله إن “الوضع الأمني في الشمال هو الأفضل منذ عقود”، لكنه انتقد تقاعس إسرائيل في مواجهة تنامي قوة حزب الله سابقًا، وأضاف: “سمحنا للوحش أن ينمو على حدودنا… وكان يجب أن نتصرف بشكل مختلف”.

74% من السكان عادوا للبلدات الحدودية

وأفادت المعطيات بأن 74% من السكان الذين أُجلوا من شمال إسرائيل خلال المواجهات مع حزب الله قد عادوا إلى بلداتهم، بينما لا تزال بلدات مثل المطلة ومنارة تعاني من تراجع في نسب العودة، في ظل استمرار التهديدات. وقالت قيادة الجيش إن الحفاظ على جاهزية قوات الاحتياط “يتطلب قانون تجنيد جديدًا” يضمن توازنًا بين الأمن والعدالة الاجتماعية.

تحولات أمنية في سورية

وفي سياق موازٍ، قال الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الشمالية وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) تتابع التطورات في سورية، مشيرًا إلى أن “النظام الجديد” في دمشق أنشأ جهازين أمنيين جديدين: “جهاز الأمن العام” التابع لوزارة الداخلية والمكلّف بحفظ النظام، و”الجيش السوري الجديد الذي يتألف من ميليشيات كانت قد قاتلت ضد نظام بشار الأسد”.

وأفادت التقديرات أن الرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، يقوم بإعادة تشكيل القيادة الأمنية من خلال تعيين مقرّبين منه، في محاولة لإبعاد الجهاز الأمني عن رموز المرحلة السابقة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الشرع “فهم الرسالة”، في إشارة إلى غارات جوية نُفذت على رموز الحكم دمشق في أعقاب أحداث السويداء الأخيرة. ووفق التقديرات الإسرائيلية، “لا تزال الأوضاع متوترة في محافظة السويداء جنوب البلاد، حيث يحتفظ كل طرف – النظام والمعارضون – بأسرى من الطرف الآخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى