“جحيم ترامب “.. هل المقصود الانقلاب على وساطة “قطر ومصر” والقفز بـ”سيناريو إماراتي”؟

اعتبرت أوساط سياسية أمريكية ودوائر خاصة في واشنطن أن إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الثلاثاء عن حزمة استثمارات إماراتية ضخمة في الولايات المتحدة مقدمة سياسية فيما يبدو لدعم وإسناد ما يسمى بالسيناريو الإماراتي حصريا في معالجة مشكلة قطاع غزة.
ولاحظت أوساط مقربة من الحزب الجمهوري الحاكم أن ترامب كشف قصدا عن برنامج إماراتي استثماري بقيمة 20 مليارا من الدولارات بالتوازي مع ما تم نشره مساء الثلاثاء عن مشاورات بين الامارات واسرائيل وواشنطن تحت عنوان تشكيل ادارة مؤقتة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب الى ان يتسنى للسلطة الفلسطينية الأهلية لتولي المسؤولية.
وأعلن ترامب عن استثمارات إماراتية بتوقيع الملياردير حسين سجواني وهو رجل أعمال إماراتي ضخم وصديق لترامب واستثماره الجديد مخصص لبناء مراكز بيانات جديدة في الولايات المتحدة.

ولم تشرح بعد ما الذي تعنيه الاستثمارات في مجال البيانات والمعلومات لكن قرار ترامب بتسليط الضوء على السجواني وإستثماره  ترافق مع ما بثته وكالات الانباء عن ما يبحث خلف الأبواب المغلقة بعنوان امكانية أن تشرف الامارات والولايات المتحدة  بشكل مؤقت على ادارة الحكم وإعادة الإعمار والامن في غزة  بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي.
وينعش هذا التزامن الحديث عن سيناريو إماراتي في ادارة غزة قد يميل إليه ترامب بعدما هدّد بما أسماه الجحيم اذا لم يتم الافراج عن الرهائن كما قال قبل توليه مسؤولياته الدستورية.
ومن جهة أخرى يفسر المختصون والخبراء تكرار الرئيس ترامب تهديده بجحيم في الشرق الاوسط  اذا لم يفرج عن الرهائن قبل توليه منصبه بانه رسالة حادة ضد الوسطاء في أزمة غزة  وتحديدا مصر وقطر حيث يتهم طاقم ترامب الوسيطين المصري والقطري بالفشل في الضغط على حركة حماس.
ولم يشرح أي من المستشارين لترامب تعريفا محددا لمقولة الجحيم لكن الاطار الاستشاري يرجح ان مصر وقطر هما المقصودتان بصورة خاصة وليس اسرائيل أو حتى اهل قطاع غزة  الذين يعيشون بدورهم جحيما حقيقيا في كل الأحوال.
ويقدر المعنيون أن انقلاب ترامب المرجح على وساطة مصر وقطر يمهد عمليا لتكليف الإمارات  بإدارة مشروع غزة بدون حماس.
وقد يصعد بما يسمي بالسيناريو الإماراتي وإن كانت الظروف والاعتبارات معقدة والرياح قد لا تأتي بما تشتهيه سفن ترامب لأن الأخير مؤمن بأن الضغوط كلها ينبغي أن تمارس على حركة حماس بالمقام الأول وجزء من حديث ترامب عن أنه الصديق الافضل لإسرائيل يعبر عن محاولة  لتليين موقف الحكومة الاسرائيلية المتشددة.

راي اليوم