جيش الاحتلال يبحث مقترح تنفيذ اقتحامات في غزة بعد الحرب
قالت هيئة البث العبرية، الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي يبحث مقترح لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، بحيث يتوغل من وقت لآخر لتنفيذ اقتحامات محددة في مناطق من القطاع، على غرار عملياته بالضفة الغربية.
وأوردت الهيئة أنه “بعد الانتهاء من الهجمات العنيفة (لحرب)، يستعد الجيش الإسرائيلي للأشهر التي تلي هذه المرحلة، سيشن خلالها من حين لآخر غارات واقتحامات محددة، على أن يكون الهدف هو إنشاء هيئة تدير هذه العمليات في غزة كجزء من فرقة أو حتى لواء إضافي”.
وكشفت أنه: “من بين المقترحات المطروحة لأول مرة على طاولة المناقشات، هو إنشاء قوة جديدة إضافية أو حتى لواء موسّع يتولى المسؤولية على أراضي قطاع غزة، بعد انتهاء العملية البرية وإنهاء القتال الميداني الذي تديره حاليا قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي”.
وأشارت الهيئة إلى أنه “وفقا للتقديرات، فإن الشكل سيكون مشابها لما هو متبع في المناطق الغربية (الضفة الغربية)، على غرار الألوية الإقليمية التي تنفذ عملياتٍ مستهدفة ضد المسلحين والبنى التحتية المعادية هناك”، وفق تعبيرها.
وفي هذا الإطار، ينفذ الجيش الإسرائيلي حملات مداهمات في مدن ومخيمات الضفة الغربية يعتقل خلالها مقاومين ونشطاء فلسطينيين أو يشتبك معهم ما يسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم، الأمر الذي زادت وتيرته منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
لكن هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أنه “على الرغم من مناقشة قيادة الجيش لهذا الموضوع، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن هذه القضية، وما زالت المناقشات مستمرة”.
وقالت: “يقدّر الجيش الإسرائيلي أن عام 2024 سيكون عام المواجهات، وأن جميع كتائب الاحتياط ستكون مطلوبة لمدة شهر واحد على الأقل من القتال في أحد القطاعات”.
وأضافت الهيئة: “كما أنه من المتوقع أن تقاتل الوحدات النظامية بدلا من أن تمارس التدريبات”.
وبحسب المصدر نفسه، “تشير التقديرات إلى أنه خلال هذا العام سيواصل الجيش الإسرائيلي القتال، وأنه على الحدود الشمالية (الحدودية مع لبنان) سيستمر تمركز العديد من القوات بالإضافة إلى القتال في قطاع غزة”.
وذكرت الهيئة أنه “بعد انتهاء العملية العسكرية في شمال قطاع غزة وفي منطقة خانيونس، لا يستبعد الجيش الإسرائيلي إمكانية أن تكون هناك حاجة إلى إجراء عمليات مماثلة أيضًا في مناطق أخرى من قطاع غزة مثل منطقة المخيمات وسط القطاع، بما في ذلك النصيرات ومخيمي البريج ورفح للاجئين”.
وقالت: “يبدو أن المرحلة الحالية من العملية البرية في قطاع غزة ستستغرق وقتاً طويلاً والغرض منها هو خفض مستوى مقاومة حماس ميدانياً”.
وأضافت: “وفي المرحلة التالية من القتال، سيكون الهدف هو خلق سيطرة ميدانية في المنطقة، وتنفيذ عمليات هجومية من الأرض ومن الجو، وتهيئة الظروف التي تسمح لسكان البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بالعودة إلى بلداتهم”.
وكشف مسؤولون إسرائيليون على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مرارا، عن سعي تل أبيب للسيطرة الأمنية لفترة من الوقت – لم يحددها – على قطاع غزة بعد الحرب، لضمان القضاء على حركة حماس.
وبينما لم يوضح نتنياهو طبيعة العمليات التي ستتم خلال مرحلة السيطرة الأمنية، إلا أنه اعتبر مؤخرا، أن منح السلطة الفلسطينية زمام الأمور في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب “ليس حلا” للأزمة.
وتتعارض تصريحات نتنياهو بشأن استثناء السلطة الفلسطينية من مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، مع موقف واشنطن التي أعربت مرارا عن وجوب أن تكون هناك “سلطة فلسطينية” بعد الحرب في قطاع غزة، دون توضيح ماهيتها، وأن يقود “الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة” عقب انتهاء الفترة الأمنية التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.